للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[الصقور البحرية في البحر الأحمر]

للدكتور كرسلاند

مدير محطة الأحياء البحرية بالغردقة

تقل الطيور البحرية في شمال البحر الأحمر حيث محطة الأحياء البحرية التابعة للجامعة المصرية. وأكثرها الصقر البحري وبدهي أن تندر الطيور البرية في أرض مجدبة لم تجدها الأمطار منذ أثني عشر عاماً. أما الغربان فكثيرة الانتشار وتعتمد في غذائها على جماعات الإنسان، ولكني لم أعثر للآن على النسر البحري المصري الذي كان يوجد بكثرة عند المحطة التي كنت أديرها على شاطئ السودان.

أما في فصلي الربيع والخريف فيمر بالمحطة عدد كبير من الطيور من كل نوع، كنوعين من البط وبعضها كالخطاف وأبي فصاده ينساب طوال الفصل. أما الصفير (العصفور) فيمر فرادى.

وصقر البحر يختلف في نوع فريسته وطرق صيده عن الطيور البحرية الأخرى. إذ لم يتأقلم تماماً للحياة البحرية، فبرغم تشوك أصابعه واندثار الريش الطويل من أرجله ما زال يشبه الطيور الأخرى من فصيلته. ولا يمكنه أن ينقض على جماعات الأسماك التي تعوم بسرعة قريباً من سطح الماء كما تفعل النورزة والخطاف البحري بل يفترس عادة الأسماك البطيئة كأبي صندوق , والحجم والدرمة والمشط وهذه الأخيرة سمكة زرقاء اللون تزينها بقعة صفراء فاقعة، وتكثر حول الشعاب المرجانية. وكثيراً ما نرى عظام هذه الأسماك وجلودها بكميات كبيرة حول أعشاش الصقر. وإنه وإن بدت هذه الأسماك محصنة من الأسماك المفترسة بكيفية لا نعرفها إلا أن ذلك لا يقيها شرين: حربة الصياد، ومخالب الصقر.

وقد التجأ الصيادون هنا إلى استعمال الحراب لانتشار الشعاب المرجانية مما أدى تحديد صلاحية الشباك للصيد. وقد لا يجدي الصيد بالشص كثيراً إذ تتحصن الأسماك المصيدة بالشعاب فيفقد السمك والشص معاً، لذلك انتشر استعمال الحراب. وتتكون الحربة من قضيب من الحديد يبلغ سمكه سنتيمتراً أو سنتيمترين، ويصل طوله إلى ثلاثة أمتار، أحد طرفيه مدبب وبالآخر ثقب صغير يثبت به الخيط. ويشتغل الصيادون مثنى في كل هوري

<<  <  ج:
ص:  >  >>