للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[القصص]

ذَهَبْ آلْ هُوهِنِزْلَرِنْ

تأليف الكاتب الإنكليزي س. فورستر

للأديب سيد إبراهيم البكار

عندما كان ابن عمي بريان طالباً بالطب، كان كثيراً ما يختلف إلى منزلي، وخاصة عندما يكون في حاجة شديدة إلى النقود. أما الآن وقد أصبح طبياً ناجحاً فلم أعد أراه أو أسمع صوته. لذلك كانت دهشتي شديدة، عندما دق جرس التليفون في أحد الأيام وكان المتكلم بريان. وسألني عما إذا كان في استطاعتي أن أستغني عن جزء من وقتي ليواضعني الرأي في أمر هام. وقد انتهى حديثي معه بأن دعوته إلى العشاء.

ومع أنني كنت مشغولاً إذ ذاك بعرض إحدى رواياتي على مسارح لندن، ومنهمكاً في درس تفاصيل اتفاق مع إحدى الشركات السينمائية على شراء رواية أخرى، فإني كنت مشتاقاً إلى رؤية بريان، وقضاء بعض الوقت معه. فقد كان شاباً ظريفاً، يتفجر حيوية ونشاطاً.

وكان لبريان مقدرة عظيمة على ضبط نفسه، فلم يكلمني في ذلك الأمر الهام حتى فرغنا من تناول العشاء وشرب القهوة. وفي أثناء ذلك أخذ يسألني بكل أدب عن الرواية والفلم، وعن مدى نجاح مسرحيتي الجديدة. ولم يكن عجيباً أن يلقبني بريان بالعم فقد درج على ذلك منذ صغره، ولم أكن من ناحيتي أرى غضاضة في ذلك، بل كنت أعتبر هذا شعوراً طيباً منه نحوي. ولما فرغ بريان من إشعال سيجارته سألته عن ذلك الأمر الهام الذي كلمني عنه في التليفون.

قال بريان: حسن يا عمي، كل ما أريده منك أن تصحبني في رحلة على ظهر الدوليسينيا. والدوليسينيا هو الاسم الذي أطلقه على يختي الخاص.

قلت: يا طفلي العزيز، لقد كنت تتكلم الآن عن الرواية والفلم. وأنت تعرف أني أريد أن أنتهي منهما. وعلى ذلك لن يكون في استطاعتي أن أستغني عن دقيقة واحدة في ستة الأسابيع القادمة.

<<  <  ج:
ص:  >  >>