للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[قصة المكروب كيف كشفه رجاله]

ترجمة الدكتور احمد زكي وكيل كلية العلوم

رابع غزاة المكروب

طبيب القرية الذي ضجر بالطب لجهله أسباب الداء ثم ادعائه علاجه؛ الذي شغله البحث في أصول الأمراض في مداواة أربابها؛ الذي حقق أحلام بستور واثبت أن المكروب ينتج الأمراض، وان لكل مرض مكروبا يخصه، ويخصه وحده؛ الذي علم الدنيا كيف تصطاد النوع الواحد من المكروبات، وتصطاده خالصا خاليا من الأخلاط؛ الذي كشف مكروب الجمرة الخبيثة، قاتلة الماشية والإنسان، ومكروب السل قاتل الإنسان والحيوان؛ الرجل الذي كشف مكروب الكوليرا على ارض مصر في أجسام ضحاياها. البطل الذي نزل بساحات الموت فأظلته فيها ارفع بنوده، وقاتلته على أرضها افتك جنوده، فأسر منها على هواه، وخرج عنها سالما قد أخطأته سهامها قضاء وقدرا.

المترجم

في السنوات ذات الأحداث العجيبة والمفاجآت الغريبة من عام ١٨٦٠ إلى عام ١٨٧٠، بينا بستور يخلص صناعة الخل ويكشف عما دهى دود القز فيدهش الملوك ويرضى الأمم، كان شاب قصير القامة قصير البصر، تبدو عليه ملامح الجد، يدرس الطب في جامعة (جوتنجن) وكان اسم هذا الشاب روبرت كوخ وكان طالبا مجتهدا. إلا أنه بينما كان يجري بمشار يطه في جثث الموتى فيقطعها إربا، كان يحلم بغابات إفريقيا وبصيد الأنمار فيها. بينما كان يحفظ في رغبة واجتهاد أسماء المئات من عضلات الإنسان وعظامه، كانت صفارات السفن الذاهبة للشرع ترن في أذنه فتذهب من رأسه بكل تلك الأسماء اللاتينية والرطانات الإغريقية.

كان كوخ يود أن يضرب في الأرض ليكشف عي مجاهلها، أو أن يكون جراحاً في الجيش ليكسب الشارات والأوسمة، أو ينال منصب طبيب في سفينة تمخر به عباب البحار الواسعة فيذهب فيها إلى حيث لم يذهب قبله إنسان. ولكن القدر خيب آماله، فانه لم يكد يتم دراسته عام ١٨٦٦ حتى وجد نفسه في مدينة هامبرج في مستشفى للمجاذيب يتولى فيه منصب طبيب مقيم؛ وفي هذا المستشفى للمجاذيب يتولى فيه منصب طبيب مقيم؛ وفي هذا

<<  <  ج:
ص:  >  >>