للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[في الاجتماع اللغوي]

نشأة اللغة الإنسانية

للدكتور علي عبد الواحد وافي

تمهيد في أنواع التعبير الإنساني

للتعبير الإنساني طرق كثيرة يرجع أهمها إلى قسمين رئيسيين

القسم الأول: التعبير الطبيعي عن الأنفعالات، ويشمل جميع الأمور الفطرية غير المقصودة التي تصحب مختلف الانفعالات السارة والأليمة: كالصراخ، والضحك، والبكاء وتفتح الأسارير وانقباضها، واتساع الحدقة، وإغماض العينين، واحمرار الوجه واصفراره، ووقوف شعر الرأس، وارتعاد الجسم. . . وما إلى ذلك من الظواهر الفطرية التي تبدو بشكل غير إرادي في حالات الفرح والحزن والألم والخوف والخجل والاشمئزاز. . . وما إليها، والتي تعبر عن قيام حالة وجدانية خاصة بالشخص الصادرة عنه

وتنقسم هذه التعبيرات من حيث الحاسة التي ندركها عن طريقها إلى نوعين:

١ - تعبيرات بصرية، أي تصل عن طريق البصر كالحمرة والصفرة والرعشة وانقباض الأسارير وانبساطها واتساع الحدقة وإغماض العين ووقوف شعر الرأس والعدْو. . . وما إلى ذلك من الظواهر الجسمية التي تصحب مختلف الانفعالات

٢ - تعبيرات سمعية، أي تصل عن طريق حاسة المسع، كالضحك والبكاء والصراخ. وما إلى ذلك من الظواهر الصوتية الفطرية التي تصحب حالات الفرح والألم والحزن والسرور. . . وهلم جراً، ويتألف هذا النوع من أصوات مبهمة (تشبه أصوات الحيوان وأصوات مظاهر الطبيعة) وأصوات لين (حروف مد) مختلطة أحياناً ببعض أصوات ذات مقاطع (حروف ساكنة)

(القسم الثاني): التعبير الإرادي عن المعاني، ويشمل جميع الوسائل المكتسبة التي يستخدمها الإنسان بشكل إرادي للتعبير عن المعاني والمدركات. فهذا القسم يختلف عن القسم السابق في منشئه وطرق استخدامه وما يعبر عنه. فهو كسبي في منشئه، إرادي في استخدامه، معبر عن معان ومدركات؛ على حين أن القسم الأول فطري النشأة، يصدر

<<  <  ج:
ص:  >  >>