بشكل غير إرادي، ويعبر عن تلبس الشخص بحالة وجدانية انفعالية.
وتنقسم هذه الطائفة من التعبيرات، من حيث الحاسة التي ندركها عن طريقها، إلى نوعين مشابهين لنوعي الطائفة الأولى: أحدهما التعبيرات الإرادية البصرية، وثانيهما التعبيرات الإرادية السمعية:
١ - أما التعبيرات الإرادية البصرية، فهي التي تصل عن طريق حاسة النظر، وتشمل جميع الإشارات الحسية التي تستخدم بقصد الدلالة. وهي على ضربين:
(أحدهما) إشارات مساعدة ونائبة، أي تساعد لغة الكلام أو تنوب عنها في حالات خاصة أو لضرورة ما.
فمن هذه الطائفة الإشارات البحرية، وهي التي يستخدمها عن بعد بحارة سفينة مع بحارة سفينة أخرى، وهي إشارات دولية معروفة لجميع البحارة وتدرس في مدارس البحرية.
ومنها كذلك إشارات الصيد وهي التي يستخدمها الصيادون بعضهم مع بعض، حتى لا يسمع صوتهم الحيوان المطارد.
ومنها الحركات اليدوية والجسمية التي يستخدمها الصم البكم للتعبير عما يجول بخواطرهم.
ومنها الإشارات التي يلجأ إليها الفرد أحياناً للتعبير إذا كان المخاطب لا يفهم لغته؛ والتي جرت العادة في بعض الأمم الأولية أن يستخدمها أفراد العشائر المختلفة اللهجات بعضهم مع بعض. وقد عثر علماء الاجتماع والإتنوجرافيا على شواهد كثيرة من هذه الظاهرة عند كثير من عشائر السكان الأصليين لأمريكا واستراليا وعند بعض القبائل الإفريقية. فقد روي الأستاذ كوهل أنه إذا التقى أحد الهنود الحمر (السكان الأصليين لقسم من أمريكا الشمالية) بآخر من غير عشيرته، مختلف عنه في لغته، فإنهما يلجأن في تعبيرهما إلى لغة الإشارات التي تنزلها هذه العشائر منزلة لغة دولية. وقد مهر الهنود الحمر في هذه اللغة أيما مهارة. ففي إمكان المتخاطبين أن يظلا يوماً كاملاً يتحادثان عن طريق الإشارات باليد والأصابع والرجلين، وأن يقص كل منهما على الآخر كل ما يود قصه عليه
ومنها الإشارات التي تستخدم في بعض الشعوب في حالات الصيام الديني عن الكلام. وهذا النوع من الصيام متبع عند كثير من الأمم الأولية وبخاصة عند السكان الأصليين لأستراليا وأمريكا. فقد ذكر الأستاذان سبنسر وجيلين في كتابهما عن سكان استراليا الوسطى حالات