للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[إذا شبت الحرب في البحر الأبيض]

للأستاذ فوزي الشتوي

خطوة متوقعة

لا تعتبر الخطوة التي اتخذتها الأميرالية البريطانية بإخلاء البحر الأبيض المتوسط من سفنها التجارية خطوة مفاجئة، فقد تنبأ رجال البحرية منذ سنين بأن خطة إنجلترا إذا اشتعلت الحرب لن تخرج عن ثلاث وسائل

أولها - إغلاق البحر الأبيض المتوسط إغلاقاً تاماً ومنع الملاحة فيه، على أن تترك بعض السفن الحربية الخفيفة للدفاع عن شواطئ البلاد الموالية للحلفاء.

ثانياً - أن تسير الملاحة في طريقها الطبيعي، على أن تقسم حماية طرق الملاحة بين الأسطولين البريطاني والفرنسي، فيتولى الأسطول البريطاني حماية الجزء الشرقي، ويتولى الأسطول الفرنسي حماية الجزء الغربي

وثالثاً - الالتجاء إلى خطة وسط، وهي تقضي بإخلاء البحر الأبيض من الأساطيل التجارية وحدها، مع إغلاق جبل طارق وقنال السويس وعدن في البحر الأحمر، وتوجيه قوات الحلفاء إلى القضاء على القوات المعادية

ويظهر من التدابير التي اتخذتها إنجلترا أخيراً أنها ستنفِّذ إحدى الخطتين الأولى أو الثالثة؛ فإذا طال أمد الحرب أخليت جزيرة مالطة؛ فإن قربها من مواقع إيطاليا الحربية مع صغر مساحتها بجعلها قاعدة جيدة للهجوم

اتفاقات سرية

ونظرة واحدة إلى خريطة البحر الأبيض المتوسط والمواقع الحربية التي تسيطر عليها الدول المتحاربة تبين خطورة الموقف وما يكفله الصراع لتأمين مواصلاته من تضحيات غالية، فلإنجلترا وفرنسا مواقع بحرية كثيرة انتثرت في أخطر مواقعه ممتدة من شرقه إلى غربه، ومن جنوبه إلى شماله، بحيث يتيسر لقوات هذه الجهات التحكم في جميع طرق الملاحة، فضلاً عن سيطرة إنجلترا على أبوابه في جبل طارق وفي قنال السويس. أضف إلى ذلك ما يقال عن وجود اتفاقات سرية تضع موانئ الدول المحايدة تحت تصرف الحلفاء

<<  <  ج:
ص:  >  >>