للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[رسالة الأزهر في القرن العشرين]

للأستاذ المسيحي لبيب الرياشي

مؤلف كتاب (نفسية الرسول العربي)

رسالة الأزهر في هذا القرن، القرن العشرين المسيحي!. . أم القرن الرابع عشر المحمدي؟ - هي تصير رسالة الرسول العربي العالمي المقدسة في القرن الأول المحمدي منذ ألف عام وثلثمائة عام وستين عاما وثمانية أعوام (١٣٦٨)

أجل هي تصير رسالته مذ تحنث وتعبد فتجرد إلى أن غطه الوحي فعلم، إلى أن حمى التنزيل وتتابع - فجاهد وعلم وأنذر وبشر - فبلغ

بشر بالحكمة والموعظة الحسنة الناس جميعاً (قل يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعاً)

أنذر وبشر وعلم - بفؤاد وادع وقلب سليم وسريرة طاهرة - فبلغ: (ولو كنت فظا غليظ القلب لا نفضوا من حولك) إلى أن أكمل جهوده وأتم رسالته واستودعها الفرقان الحكيم. وجعل قيمين على تنفيذها سرائر صحابته وتضحية المؤمنين بنبوءته ليعملوا بما أوحى إليه وأنزل عليه ويجاهدوا وينيروا

يجاهدوا وينيروا - البشر جميعاً بدين الفطرة، والإخاء، والشورى، والمساواة، والعدل، والعلم، والحكمة، والحجة، والضمير، والحرية، والجرأة، والصراحة، والاستقلال، وقرة أعين في الدنيا (ورضوان من الله أكبر) في الآخرة

إذن على أسس هذا الواجب العادل، وهذا التمثل الحق، يُرفع هيكل مجيد لرسالة الأزهر في القرن الرابع عشر المحمدي أو القرن العشرين كما أسمته وزارة المعارف المصرية الجليلة

إذن يرفع هيكل رسالة الأزهر في القرن كما رفع هيكل الإنسانية الإلهي في القرن الأول المحمدي - فيقابل الدور الأول دور التحنث والتعبد والتجرد والعلم، بتحنث وتعبد ودراسة من ينتخبهم الأزهر أم يتجندون للعلم في الأزهر على أن ينتخب الأزهر طلابا من أولي الشعور الخصب وأولي العزم والذكاء العميق، والتحسس الضميري، عشاق التضحية وعشاق الحق ويثقفهم ثقافة كاملة شاملة

ينتخب الأزهر طلابه من الشبان ممن اكتملت صفاتهم تلك ليتعلموا مع علم الدين وشرعة

<<  <  ج:
ص:  >  >>