للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

دينار إلى أن يرجع من حجه، فلم يبرح عنه الرجل حتى فرقه. . . فعرف الزهري في وجه الرجل ما كره. فلما رجع من حجه قضاه ذلك وأمر له بثلاثين ديناراً ينفقها في سفره. فقال له الزهري كأني رأيتك يومئذ ساء ظنك فقال: أجل. فقال: والله لم أفعل ذلك إلا للتجارة: أعطي القليل فأعطي الكثير!

وكان يخرج إلى الأعراب يفقههم ويعطيهم فجاءه رجل وقد نفد ما في يده، فمد الزهري يده إلى عمامة عقيل فنزعها وأعطاها الرجل، وقال لعقيل: أعطيك خيراً منها.

وقال له زياد بن أسعد: إن حديثك ليعجبني، ولكن ليست معي نفقة فأتبعك. فقال له: اتبعني أحدثك وأنفق عليك!

وفاته

كان له ضيعة في شَغَب: وهي أول عمل في فلسطين، وآخر عمل الحجاز، توفي فيها في رمضان سنة ١٢٤ على أصح الروايات ودفن في نشز من الأرض، وقبره قائم على الطريق ليدعو له كل من مرّ عليه. قال الأوزاعي: رأيت قبره هناك مسنماً مجصصاً مبيضاً فقلت: يا قبر كم فيك من حلم وعلم.

<<  <  ج:
ص:  >  >>