أتينا في الأسبوع الماضي على اللجان التي الفت في المؤتمر الثقافي العربي الثاني، ونذكر الآن أنه بعد أن فرغت هذه اللجان عرضت تقريراتها على الهيئة العامة للمؤتمر التي عقدت جلستين في اليومين الأخيرين من أيام المؤتمر فناقش الأعضاء توصيات اللجان، وكان الرأي يؤخذ فيها واحدة واحدة، ووافق المؤتمر عليها مع تعديل بعضها. وقد رأس هاتين الجلستين الأستاذ شفيق غبريال بك نائبا عن معالي الرئيس الدكتور طه حسين بك؛ وقد جرت المناقشة في نظام تام وكان شفيق بك حريصاً على إتاحة الحرية في الإعراب عن الرأي، كما كان صبوراً واسع الصدر في حزم.
نظر المؤتمر تقرير اللجنة المكلفة بدراسة ما نفذته دول الجامعة العربية من قرارات وتوصيات المؤتمر الثقافي الأول، فتبين أن مناهج التعليم في أكثر البلدان العربية تسير وفق الكثير من تلك التوصيات، وأن أكثر هذه البلدان عملا بها هي سوريا، أن الحكومتين السعودية واليمنية لم ترسلا تقريريهما بهما في هذا الشأن، غير أن مندوبيهما أدليا ببيانين شفويين يتضمنان أن قرارات المؤتمر الأول موضع عناية هناك. وقد تقرر تشكيل لجنة للنظر في موضوع الكتاب المدرسي وفي وضع مناهج موحدة في القدر المشترك المبين في قرارات المؤتمر الأول، وتوصية حكومات الدول الأعضاء بضرورة تنفيذ ما يوصي به المؤتمر.
ونظر تقرير اللجنة المؤلفة لبحث موضوع تعليم أولاد اللاجئين الفلسطينيين، فلوحظ أن الجهود التي بذلتها البلاد العربية إلى الآن في هذا الغرض جهود متفرقة ولم تشمل إلا تعليم عشرين في المائة من مجموع من هم في سن التعليم من أبناء اللاجئين، كما تبين أنه ليس هناك إحصاء دقيق لعددهم وأحوالهم وقد أوصى المؤتمر بعدة توصيات منها تأليف لجنة تتفرع من اللجنة العامة لشؤون فلسطين، تكون مهمتها التفرغ للنواحي التعليمية من القضية الفلسطينية، ومنها فتح أبواب المدارس جميعها في البلاد العربية في وجه أبناء اللاجئين وأن يعاملوا كأبناء الدولة نفسها، وأن تستفيد كل دولة من المعلمين النازحين إليها من