(إن مصر لتدين لعظمائها الفلاحين بأكثر مما تدين لغيرهم!)
(جاكسون)
(ولابد من أن يطلب غداً أولئك الذين يخلقون ثروة الأمة شيئاً أكثر من الكلمات!)
(جاكسون)
(قد تستطيع أن تسوق الجواد إلى النهر؛ ولكنك لا تستطيع أن تجعله يشرب منه)
(مثل سائر)
٣ - التعليم الإلزامي والديمقراطية
رأيت في المقال الماضي انقسام عقلية المثقفين القلائل في الأمة إلى معسكرين متباعدين، وتبينت ما في ذلك الانقسام من ضعف يؤثر في وحدة الأمة ويعرقل نهضتها، وسترى اليوم ناحية أخرى هامة وخطيرة هي ناحية التعليم الإلزامي. . .
١ - كلمة الديمقراطية
وأحسب أنك تدري تماماً كلمة الديمقراطية في ذلك المجال بعد كل ما قدمنا من قول! بل وأحسب أنك تذكر يقيناً عبارة الرئيس (وشنطن) في المقال الماضي، وما فيها من مبدأ عظيم يجعل مقياس نجاح الحكومة منحصراً في دائرة زيادة خير أولئك الذين لا تكاد توجد عندهم ضرورات الحياة الأولية فحسب، لا أولئك الذين عندهم الكثير وأكثر من الكثير!! وإذا فلن تعجب إذا عرفت أن الديمقراطية تطالب هنا بمساواة (الجميع) في فرصة إظهار الكفايات، وتنظر للتربية كوسيلة جوهرية تقوم للشعب مقام الصلاحية للبقاء عند الحيوان، وترتقي به من مستوى العجماوات إلى مستوى الإنسان، وتسد ما بينه وبين الطبقات الراقية من هوة سحيقة مليئة بالبؤس والشقاء، والفوضى والاضطراب؛ وتؤهله أخيراً لأن يحقق معنى الديمقراطية بمطالبها الاجتماعية والسياسية على أصح وجه تنشده هذه الحياة!