للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[الكتب]

فيلسوف العرب والمعلم الثاني

لمعالي الأستاذ مصطفى عبد الرزاق باشا

هذا الكتاب من تأليف معالي مصطفى عبد الرزاق باشا الرئيس الفخري للجمعية الفلسفية المصرية. وهو أول كتاب في سلسلة بحوث الجمعية التي تعمل على (إشاعة التفكير الفلسفي في أوسع نطاق بنشر طائفة من المؤلفات في تاريخ الفلسفة، وما بعد الطبيعة، والاجتماع، وعلم النفس، على أن تعالج حقيقة هذه العلوم من اسهل الطرق وأقربها مأخذاً) على حد ما جاء في التصدير

وكتاب فيلسوف العرب والمعلم الثاني يحقق هذه الأغراض كل التحقيق، فقد عرض معالي مصطفى باشا للموضوعات بما هو معروف عنه من التحقيق العلمي، مع نفاذ الفكر، وعمق النظر ورقة الأسلوب، وبراعة الاستهلال ولطف الانتقال

وموضوعات الكتاب أوسع من عنوانه، فإلى جانب فيلسوف العرب وهو الكندي، والمعلم الثاني وهو الفارابي، نجد الشاعر الحكيم المتنبي، وبطليموس العرب أبن الهيثم، وشيخ الإسلام أبن تيمية.

وإذا كان المقصود هو التعريف بشخصية هؤلاء الأعلام، على الأخص وإن حجم الكتاب لا يتسع للإحاطة بتفصيل مذاهبهم، فقد اكتفى معالي الوزير بتحقيق حياة بعضهم، وعرض الجانب الفلسفي عند البعض الآخر، وهي جوانب كلها طرافة. انظر إلى ما كتبه أبن تيمية، تجد قطعة من الأدب الرفيع استهلها بقوله (في أواخر سنة ٧٢٨ هـ. كان في قلعة دمشق إمام من أئمة المسلمين، شيخ جاوز السابعة والستين من عمره، يعاني ألم الاعتقال والسجن، وحيداً، ليس معه إلا أخ يقوم بخدمته. وكان الشيخ يقاسي فوق ألم السجن ألماً آخر، هو على نفسه أشد وقعاً: فقد منع من الكتابة والمطالعة، وأخرجوا ما عنده من الكتب، ولم يتركوا له دواة ولا قلماً ولا ورقاً. وكتب عقيب ذلك بفحم يقول: إن إخراج الكتب من عنده من أعظم النقم). . . أليس هذا عرضاً للفلسفة بأسلوب الأدب

(* * *)

<<  <  ج:
ص:  >  >>