هذا الكتاب شرح لمبادئ الدعوة السلفية، وعرض لتاريخها وتاريخ رجالها. افتتحه المؤلف بفصل تحليلي عن الثورة وطبيعتها وأقسامها، والمفاضلة بين الثورات السياسية والثورات الدينية، كالثورة الوهابية (المؤسسة على أسمى المعاني الإنسانية الخلقية المنتزعة من رسالة جبريل سيد الملائكة إلى محمد سيد البشر). ووازن بينها وبين الثورة الفرنسية، وبحث عما أسدت ثورة فرنسا الإنسانية المسكينة من إخاء وحرية ومساواة، وأحال في الجواب على سوريا ومراكش والجزائر!. . .
ثم تكلم المؤلف عن منشأ هذه الدعوة وتاريخها وسيرة صاحبها، وتكلم عن أهم ما دعا إليه وما أنكر عليه، وبين أن، أول مقومات هذه الدعوة (أستغفر الله بل أول مقومات الإسلام) منع دعاء غير الله - كدعاء الأموات - مهما كانت نية الداعي ومهما كان مقام المدعو، ومنع الاستغاثة بغير الله والاستعاذة به، ثم منع الابتداع في الدين منعاً باتاً لا هوادة فيه ولا استثناء، سواء في ذلك الأدعية الفاسدة والأذكار التي لم ترد عن صاحب الشريعة، والشطح والرقص في الذكر والطرق المبتدعة وما إلى ذلك - ثم الإيمان بما جاء في الكتاب والسنة من أن الله تعالى مستو على العرش استواء يليق به، لا كما يستوي المخلوق، وكذلك الإيمان باليد والساق من غير تعطيل ولا تشبيه، ثم إقامة الحدود الشرعية، وهذه منقبة لو لم يكن للحجاز غيرها لكفى. وهل تماثل حكومة تقيم حدود الله على الزاني وشارب الخمر، بحكومات إسلامية تجيز الزنا وشرب الخمر وتفتح لهما البيوت والحانات وتحمي أصحابها ومن يعكف عليهما؟. ثم أن للمسلم أن يتفهم كتاب الله ويتدبره، وألا يدع حكم الله وحكم رسوله لقول إنسان ما، وكل هذا حسن بشرط ألا يفهم منه العامي بأن له الاجتهاد، وله أن يدع حكم مذهبه إذا سمع حديثاً صحيحاً قد يكون منسوخاً بحديث أصح منه، بل عليه أن يتتبع أحكام المذهب إلى أن يرزقه الله من الإطلاع على كلام العرب وسننها ما يفهم به كتاب الله وسنة رسوله على وجهما، ومن معرفة الأصول ما يعلم به إستنباط الأحكام ويعرف الناسخ والمنسوخ؛ وكما أن القول بسد باب الاجتهاد