للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[أبو المظفر الأبيوردي]

شاعر العرب

للدكتور عبد الوهاب عزام

- ١ -

ذكرت من قبل كاتباً من كتّاب اللغتين العربية والفارسية اسمه رشيد الدين الوطواط، وبينت أنه عربي قرشي من ذرية عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وجعلته مثلاً لاختلاط الأمم الإسلامية بعضها ببعض، كما جعلته مثلاً لامتزاج الأدبين العربي والفارسي في نفوس كثير من الفرس والعرب الذين استوطنوا بلاد فارس

وهذا موضوع واسع؛ فما زالت بلاد الفرس تعد من مواطن الأدب العربي منذ جمعت أخوة الإسلام العرب والفرس وإن اختلفت الأحوال على مر الزمان

ومن الشعراء الذين نبغوا بتلك الديار وهم ينتمون إلى بيوت الخلافة، الشاعران: المأموني والواثقي، وهما من ذرية المأمون بن الرشيد والواثق بالله بن المعتصم. ومنهم أبو المظفر محمد بن أبي العباس الأبيوردي

فأما نسبته فإلى أبيورد، وهي بلدة بخراسان في شماليهّا الشرقي، وتعد اليوم في التركستان الروسية. وهو من قرية من قرى أبيورد اسمها كوقن على ستة فراسخ منها، بناها عبد الله ابن طاهر في خلافة المأمون؛ وقد ذكرها في شعره فهو يقول عن الشام:

وتلك دار ورثناها معاويةٌ ... لكن كوقن ألقانا بها الزمن

وأما نسبه فينتهي إلى أبي سفيان بن حرب، بينهما ستة عشر أباً. وكان يتلقب المعاويّ انتساباً إلى معاوية الأصغر وهو الجد التاسع من أجداده. وقد تلقب في شعره بالأمويّ والمعاويّ، وأكثر من الافتخار بهذه النسبة في شعره كقوله:

خذي قصبات السبق عني فما لها ... من الحيّ غيرَ ابن المعاويّ حائز

وروى ابن خلكان أن الأبيوردي كتب رقعة إلى الخليفة المستظهر بالله وعلى رأسها (الخادم المعاوي) فكره الخليفة مكاتبته بذلك فكشط الميم من المعاوي فصار (الخادم العاوي)

- ٢ -

<<  <  ج:
ص:  >  >>