والأبيوردي من شعراء القرن الخامس الهجري توفي سنة ٥٠٧ ولكن ابن خلكان يقول: وكانت وفاة الأبيوردي المذكور بين الظهر والعصر يوم الخميس لعشرين من ربيع الأول سنة سبع وخمسين وخمسمائة بأصبهان مسموماً وصُلى عليه في الجامع العتيق بها رحمه الله تعالى
وهذا التاريخ الذي ذكره ابن خلكان والذي يظهر فيه التدقيق بذكر اليوم والساعة أدى إلى تضليل كثير من الناس في تاريخ الأبيودري. وقد وقع الغلط في كلمة خمسين. فوفاته كانت سنة سبع وخمسمائة لا سبع وخمسين وخمسمائة
وفي حوادث سنة ٥٠٧ ذكر ابن الأثير وأبو الفداء وفاته. وكذلك أرخها بهذه السنة ياقوت الحموي في معجم البلدان
ثم له مدائح كثيرة في الخليفة المقتدي بالله المتوفى سنة ٤٨٧ وما أحسبه مدح المقتدي إلا بعد أن أمضى شطراً من شبابه في خراسان ثم رحل إلى العراق. فبعيد جداً أن يعيش بعد المقتدي أكثر من سبعين سنة. وقد مدح أيضاً الوزير نظام الملك المتوفى سنة ٤٨٦
- ٣ -
لم يقتصر فضل الأبيوردي على إجادة الشعر؛ فقد كان واسع العلم بفنون كثيرة. روى ابن خلكان عن أبي زكريا بن قغده صاحب تاريخ أصبهان قوله في الأبيوردي:
(فخر الرؤساء، أفضل الدولة، حسن الاعتقاد، جميل الطريقة، يتصرف في فنون جمة من العلوم، عارف بأنساب العرب، فصيح الكلام، حاذق في تصنيف الكتب، وافر العقل، كامل الفضل، فريد دهره، وحيد عصره)
وروى ابن خلكان كذلك أن المقدس صاحب كتاب الأنساب ذكره في ترجمة المعاويّ وقال:(إنه كان أوحد زمانه في علوم عديدة؛ وقد أوردنا عنه في غير موضع من هذا الكتاب أشياء)
وقد نبه إلى هذا الغلط من قبل الصديق الأديب عباس إقبال في كلمة أرسلها إلىّ حينما دعا الأستاذ علي الطنطاوي إلى الاحتفال بمرور ثمانمائة عام على وفاة الشاعر ونشرتها في الرسالة