وكان يكتب في نسبة المعاويّ. وأليق ما وصف به بيت أبي العلاء المعري:
وإني وإن كنت الأخير زمانه ... لآت بما لم تستطعه الأوائل
وقال ابن خلكان: (وكان من أخبر الناس بعلم الأنساب نقل عنه الحفّاظ الإثبات الثقات) ثم قال في آخر ترجمته:
(وله تصانيف كثيرة مفيدة منها تاريخ أبيورد، وكتاب المختلف والمؤتلف، وطبقات كل فن، وما اختلف وائتلف في أنساب العرب. وله في اللغة مصنفات كثيرة لم يسبق إلى مثلها. وكان حسن السيرة جميل الأثر له معاملة صحيحة)
هذا ما ذكره ابن خلكان وليس بين أيدينا اليوم مؤلف من هذه المؤلفات
- ٤ -
ولسنا نعرف من أخبار الشاعر وأسرته إلا نبذاً متفرقة في الديوان. نجد في الديوان مِدَحاً في أبيه تدل على أنه من الكتاب وأنه ذو مكانة وجاه. ومدحة في عمه تدل على أنه من الخطباء. ولعله كان خطيب الجمعة في بعض البلاد، وهو منصب له مكانة في التاريخ الإسلامي. ونجده يمدح بعض الوزراء من أسرته ويمدح بعض بني عمه وهكذا. ونجد في الديوان قصائد في مدح بعض أخواله من سروات العجم. ويدل الديوان على رحلات الأبيوردي في أرجاء فارس وفي العراق والبلاد العربية. وكان الرجل طموحاً عيوفاً فلم يسكن إلى جانب من الأرض، وهو يقول في قصيدته التي هجا فيها فريبرز ملك شروان:
فقلت أين المحصلون ومن ... ينشر قوماً طوتهم الحقب؟
وقد أخلق الفضل بالعراق وفي ... فارس لما اضمحلت الرتب
والشام أقوى وطالما عهدت ... لفارس النظم حلبةً حلبُ
فكيف يشتد صلب قاصدها ... مادام للكفر حولها صُلب
وأي سوق تسوق فائدة ... قيامها يوم تعرض الخطب
وقد عرض عليه بعض الوزراء الكتابة فأبى وقال:
خليلي إن العمر ودعت شرخه ... وما في مشيبي تلاف لفارط
ألم تعلما أني أنست لعطلة ... مخافة أن أبلى بخدمة ساقط
فلا تدعواني للكتابة إنها ... طماعة راج في مخيلة قانط