للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[البريد الأدبي]

تفسير الحلم

رداً على سؤال الأستاذ الفاضل محمود عزت عرفة في العدد السابق من الرسالة نحيل حضرته إلى مقالنا المنشور بالعدد ٥٧٣ من الرسالة بعنوان (العقل الباطن)، وفيه تفسير واف لحلمه؛ فإن العقل الباطن أنشط بكثير من العقل الواعي. ولحلمه هذا، الذي يعده علماء النفس من أحلام اليقظة، تأويلان:

أولهما: أن عقله الباطن سبق عقله الواعي واستدرك عليه ما نقص من مطالعته

ثانيهما: أنه يغلب على الظن أن حضرته طالع الفقرة التي يشير إليها في الكتاب وهو بين اليقظة والنوم في حالة كان الفكر فيها مكدوداً تمر به الحقائق مر الأطياف، فم يدرك أنه قرأها، ومن ثم فسرت القوة الباطنة ما تبهم على القوة الواعية. ولعل القارئ كان تفكيره مصروفاً إلى ناحية أخرى على حين أن نظره كان متشبثاً بالحروف التي تكون الجملة المشار إليها وسنعود إلى علاج هذا الموضوع في شئ من التفصيل إن شاء الله.

(الإسكندرية)

عبد العزيز جادو

عوُدٌ إلى وحدة الوجود

لم يكن في نيتي أن أعود إلى (وحدة الوجود) بعد كلمتي الأخيرة التي كنت أعتقد أن فيها دفعاً لكل شبهة؛ ولكن يظهر أن طريقتي في الإيجاز لا تستقيم مع الأسلوب الجاري عندنا في الجدل، فلا بد لي إذن أن أسهب وأطيل حتى يكون في القول شفاء ومَقْنَع وما دام الأستاذ الفاضل دريني خشبة قد دعانا إلى اتخاذ الصراحة في القول، فلا بأس من أن نأخذ بنصيحته، داعين الله أن يقينا شر العواقب!

ولسنا نريد أن نمضي في دفاعنا عن وحدة الوجود، دون أن نبين الفرق بين هذه النظرية وغيرها، فإن هذه التفرقة من شأنها أن تجلي لنا جانباً كبيراً من المشكلة التي نحن بصددها. ولعل أهم فرق بين مذهب وحدة الوجود ومذهب المؤلهة أن الثاني ينظر إلى الله باعتباره طرفاً مقابلاً للطبيعة، أي باعتباره موجوداً خارجاً عن الكون: يخلقه ويحفظه

<<  <  ج:
ص:  >  >>