بعث سعادة الامين العام لرئاسة الجمهورية السورية الكتاب التالي:
الى مقام رئاسة مجلس الوزراء:
ظهر كتاب الرسالة الخالدة من تأليف المفكر العربي الغني عن التعريف عبد الرحمن عزام باشا (الرسالة الخالدة) وقد اطلع فخامة الرئيس على هذا السفر الجليل فالفاه طافحاً بالايمان القومي حافلاً بالفكرة الروحية التي قام عليها مجد الآباء والتي يهمنا ان تنتظم نفوس شبيبتنا في عصر طغت فيه المادة وضعف فيه الرادع الخلقي.
وان فخامة الرئيس يرغب إلى مقامكم ان تأمروا بان تقتني دور الكتب الحكومية والبلدية هذا السفر الجليل وان توصي المعاهد طلابها بمطالعته حرصاً على ان يعم الانتفاع به من الشبيبة والقراء، ولكم خالص الاحترام.
دمشق في:(١ ربيع الاول سنة ١٣٦٦ - ٢٣ كانون الثاني
سنة ١٩٤٧)
الامين العام لرئاسة الجمهورية
انسى الازهر المراغي؟
انسى الازهر المراغي فلا يؤبنه بحفل، ولا يشيد به في جمع، ولا يخلده بمنشأة، ولا يذكره في مناسبة، وقد اخذ بيده هرماً، تحامل عليه الداء، واستبد به المرض؟. . .
لقد كان المراغي عالماً من طراز نادر، يجود به الزمان على قلة وبعد،. . . تعدى تفكيره سور الازهر وجوانب الدرس، وتخطى فهمه مماحكات العلماء ومجادلات القدامى، إلى ما يلائم تطور الزمن، ويساير تقدم الجماعة، ويتفق وطبائع البيئة، مستمداً من روح الإسلام السمحة، ومرونته العجيبة، قوانين توائم بين العلم والدين، وتؤاخي بين الفلسفة والشريعة، واحكاما تنير للناس ما غمض من قضايا، أو خفي من آياته. . . فلما توفاه الله إليه، كان اسوأ الناس ظناً بالعلماء ووفائهم، يؤمن بأن حفلة تأبينيه ستقام على الاكثر في يوم ذكرى