ويبدو ان لمثل هذا البحث اهمية قصوى في عصرنا هذا، فإن المشكلة الكبرى التي تواجه هذا العصر هي مشكلة الجماعات والجماهير، والعمل الجماعي بوجه عام، ولم يعد في هذا العالم مكان لاولئك الفلاسفة الارستقراطيين، من امثال (نيتشة) وغيره من فلاسفة اواخر القرن التاسع عشر واوائل القرن العشرين. ان العصر الجديد هو عصر الذرة، والرادار، والالكترون، وسيطرة الإنسان على الجماد، وعلى الطبيعة.
ولا شك ان الاعوام الباقية من القرن العشرين ستشهد انقلاباً عظيماً في عالم الاختراع لم يحلم به المفكرون والعلماء في القرن الماضي، وسيكون الاجزء الأكبر من هذا الانقلاب منصباً على الالات التي تكاد تصل إلى مرتبة الإنسان في القدرة على التصرف وعلى مجابهة الصعاب.