[حديث المدفع. . .!]
للآنسة فدوى عبد الفتاح طوقان
(إذا عبرت (وادي شعبي) وأنت في الطريق من القدس إلى
عمان، عاصمة شرق الأردن، رأيت هناك مدفعاً مطرحاً في
سفح جبل، وهو من بقايا الحرب العظمى الأولى. ويذكر الذي
أدركوا تلك الحرب العجب العاجب من بطش هذا المدفع
وتحديه إلى أن ضرب الضرب القاضية. . .).
عجبت له من أبكم كيف ينطق ... بأعجب ما يجلو بيان ومنطق
ويروي عن التاريخ وهو مطرَّح ... (بوادي شعيب) عبرة ليس تخلق
وقفت به أصغي، وبي لحديثه ... وما فيه من هول وزول تشوق
يقول: لقد كانت قناتي صلبة ... ولي خلق صعب الشكيمة ضيق
أروج شماريخ الجبال ومعقلي ... منيع، على هام السحاب محلق
وبي تتذرى من بني الحرب عصبة ... إذا رزدق منها وني هب رزدق
ونازعني عجب المدل بحوله ... فكنت أخا حمق يطيش ويحرق
أفح فحيح الصل أشرع نابه ... وفي فيه ما يؤذي النفوس ويرهق
وأرسل من زرق المنايا على الورى ... بهول مبيد، ليس فيه ترفق
ولم أدر أن الدهر أزمع ضربة ... تريني بأن الدهر أضرى وأنزق
رماني بها صماء، فانهدَّ كاهلي ... ورحت لَقى، والنفس تردَى وتزهَق
تلفت حولي، لا رجالي هم هم ... ولا حملاتي في الشدائد تصدق
ولم تغني عني المعامع صولتي ... ولم يجدني جيش، ولم يحم خندق
وعُلِّت كيف البغي يوفي بأهله ... على مهلك يردى البغاة ويصعق
وما أنفك يرويها لغاد ورائح ... عظات، تلقاها النفوس فتشفق
وكم عبرة للظالمين. . . وإنما ... تنكب عنها الظالمون وأعنقوا