نشرت (الرسالة) الغراء تعقيبا على مقال - حق الإمام في نسخ الأحكام - جاء فيه أن أبا جعفر النحاس لم يعز القول بذلك إلى فرقة إسلامية، ولا إلى جماعة من فقهاء الإسلام، وأن الذي قال ذلك إنما هم الإسماعيلية الباطنية
فأما أن أبا جعفر لم يعز القول بذلك إلى فرقة إسلامية فليس بصحيح، لأنه ذكر قبل ذلك أن العلماء من الصحابة والتابعين تكلموا في الناسخ والمنسوخ، ثم اختلف المتأخرون، فمنهم من جرى على سنن المتقدمين فوفق، ومنهم خالف ذلك فاجتنب، فمن المتأخرين من قال ليس في كتاب الله عز وجل ناسخ ولا منسوخ، وكابر العيان، واتبع غير سبيل المؤمنين الخ وهذا ظاهر كل الظهور في أن هؤلاء المتأخرين فرق إسلامية، ولا يهم بعد هذا رأي أبي جعفر فيها، لأن فيه مجازفة ظاهرة في تكفيرها. وإذا صح أن هذا القول لفرقة الإسماعيلية، فهي من فرق الشيعة المعدودة في الفرق الإسلامية، ومنها كان الفاطميون الذين أنشئوا أكبر جامعة إسلامية نعتز بها الآن، ونشروا بمصر كثيراً من آثار الإسلام
(. . .)
الشيخ خليل الخالدي
في عاشر رمضان من السنة الماضية توفي بالقاهرة الأستاذ العالم الجليل خليل الخالدي عن ٧٨ سنة رحمه الله. ولم يكتب شيء عن وفاته في (مجلة الرسالة) مع أنها عنيت بنشر نبذ من أخبار وأماليه في حياته (في السنة السابعة وقبلها) بقلم الدكتور عبد الوهاب عزام. فكتبت هذه الكلمة الموجزة إيجاباً لبعض حقه:
ولد الفقيد في القدس، وأخذ مبادئ العلوم عن مشايخ العلم هناك، ثم ارتحل إلى الآستانة ولازم الأستاذ الشيخ محمد عاطف شارح المجلة، ووكيل الدرس الشيخ أحمد عاصم، إلى أن تخرج عليهما. ثم التحق بمدرسة القضاء الشرعي حتى أحرز شهادتها. وقدم مصر وحضر دروس كبار علمائها فأجازوه. ثم تولى القضاء في كثير من أقضيه روم إيلى (رومالي) إلى أن ولى قضاء ديار بكر. ثم اختارته المشيخة الإسلامية عضواً في مجلس