للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[الصحافة في الميثاق الصهيوني]

للأستاذ نقولا الحداد

قرأت أخيرا أن في العراق حركة صحفية هائلة؛ فقد صدرت تصريحات لجرائد جديدة عديدة، وأنبئنا بصراحة أن لليهود نفوذاً كبيراً فيها. وإذا كان اليهود قد مدوا أنوفهم للجرائد العراقية فلا بدع أن يفعلوا هنا في مصرا كثر من هذا وأجهر. عندنا هنا أربع جرائد إفرنجية صهيونية، ومجلة عربية شهرية. وفي كل جريدة من جرائدنا المحلية العربية صهيوني أو أكثر يسيطر عليها لقاء خدمة اقتصادية هي استجداء الإعلانات لها من أرباب المصالح اليهودية عن يد شركة الإعلانات الشرقية وهي صهيونية

وقيل لنا بالأمس إن إحدى جرائدنا الكبرى قد باعت ٤٩ بالمئة من قيمتها لشركة الإعلانات الشرقية، وما بقى منها إلا اثنان بالمئة لكي تتحول السيطرة القانونية عليها إلى الشركة المذكورة، ولكن الشركة لا تعجز عن الحصول عليها بأية الطرق، فيصبح عنق تلك الجريدة الموقرة تحت نير الصهيونية تفلح به الدعاية الصهيونية على كيفها. ثم ما لبثنا أن قيل لنا إن الجريدة نفسها اشترت الشركة كلها. ثم قيل لنا إن الجريدة والشركة اندمجتا معاً في شركة واحدة، ولا اعتبار لأي الفريقين أثقل بدا في الشركة المزدوجة، لأن الموظفين الذين كانوا يديرون الحركة في شركة الإعلانات لا يزالون فيها وكلهم يهود. فهي شركة محايدة صورية وصهيونية فعلا كل هذا لا يهمنا كثيراً إلا أننا نعلم أن الصهيونية بسطوا يدهم على رأس الصحافة العربية المصرية. حدث هذا في الوقت الذي نسخط فيه على الصحافة الأمريكية التي أصبحت تحت سلطان الصهيونيين وصار الرأي العام الأمريكي للمئة وخمسة وثلاثين مليونا من الأمريكان بقيادة الصهيونيين. فإذا بقيت أصابع الأخطبوط الصهيوني تتغلغل في الرأي العام العربي أصبح العرب خضعا وسجدا عقلا وإحساسا واقتصاداً للنفوذ الصهيوني وإليك الميثاق الثاني عشر من برنامج الصهيونيين في الصحافة: البند الأول: إن كلمة (حرية) التي تفسر تفسيرات مختلفة نحن نفسرها هكذا:

البند ٢ - الحرية هي أن يكون ذلك الحق أن تفعل ما يخوله لك القانون. إن هذا التفسير يكون في أكثر الأحيان العادية خادما لنا لأن القانون في يدنا بل نحن القانون. القانون ينفى أو يثبت ما نحن راغبون فيه طبقا لبرنامجنا. فإذا الحرية بأي معنى تكون في يدنا.

<<  <  ج:
ص:  >  >>