[رسالة الشعر]
إلى مؤلف كتاب الغدير
للأستاذ محمد عبد الغني حسن
أقامت الرابطة العلمية الأدبية في العراق حفل تكريم الأستاذ العلامة الكبير الشيخ عبد الحسين أحمد الأميني بمناسبة موسوعته الضخمة المسماة بالغدير وقد ألقيت القصيدة التالية في ذلك الحفل للأستاذ الشاعر محمد عبد الغني حسن، وفيها يحيي جهد العالم المؤلف، ويشير إلى وجوب اتفاق المسلمين على إعلاء شأن الإسلام مهما اختلفت مذاهبهم وفرقهم.
حي الأميني الجليل وقل له ... أحسنت عن آل لنبي دفاعاً
أرهفت للدفع الكريم مناصلا ... وشهرت للحق الهضيم يراعا
وجمعت من طول السنين وعرضها ... حججا كآيات الصباح نصاعا
وأذيت من عينيك كل شعاعة ... كالنور ومضاً، والشموس شعاعا
وطويت من ميمون عمرك حقبة ... تسع الزمان رحابة وذراعا
ونزلت ميدان البيان مناضلاً ... وشأوت أبطال الكلام شجاعا
ما ضقت يوما بالدليل ولم تكن ... بالحجة الغراء أقصر باعا
لله من قلم لديك موثق ... كالسيل يجري صاخبا دفاعا
يجلو الحقيقة في ثياب بلاغة ... ويزيح عن وجه الكلام قناعا
يشتد في سبب الخصومة لهجة ... لكن يرق خليقة وطباعا
وكذلك العلماء في أخلاقهم ... يتباعدون ويلتقون سراعا
في الحق يختلفون إلا أنهم ... لا يبتغون إلى الحقوق ضياعا
يأيها الثقة الأمين تحية ... تجتاز نحوك بالعراق بقاعا
تطوي إليك من الكنانة أربعا ... ومن العروبة أدؤرا ورباعا
أنا لتجمعنا العقيدة أمة ... ويضمنا دين الهدى أتباعا
ويؤلف الإسلام بين قلوبنا ... مهما ذهبنا في الهوى أشياعا
ونحب أهل البيت حبا خالصا ... نطوي القلوب عليه والأضلاعا
يجزيك بالإحسان ربك مثلما ... أحسنت عن يوم الغدير دفاعا