للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[الكتب]

١ - حياتي

بقلم موسوليني وترجمة الأديب محمد عبد الحميد

٢ - جمال الدين الأفغاني

بقلم الأديب محمد سلام مدكدر

كتابان يعرضان لك سيرة رجلين أولهما خالق أمة وثانيهما باعث نهضة. وما أحوجنا أن نلم بسير الرجال في نهضتنا الحالية

نقرأ في الكتاب الأول حياة موسوليني كما كتبها بنفسه أو كما أملاها؛ وشخصية موسوليني لا شك من الشخصيات الجديرة بالدراسة من حيث كونه أحد عظماء هذا الجيل من ناحية، ومن ناحية أخرى من حيث كونه من الرجال الذين تمس أعمالهم في بعض وجهاتها مصر من بعيد أو من قريب

أجل يعتبر موسوليني مهما تكن نظرتنا معشر المصريين إلى سياسته من كبار عظماء هذا الجيل إن لم يكن في طليعتهم. فهو رجل درج في عش الفاقة، ثم كان في مستهل حياته من الأوزاع والهمج؛ ولكن كانت تتأجج في صدره شعلة الحماسة، تلك الشعلة التي لا تقوم عظمة بدونها؛ وتجهمت له الأيام وتحدته الصعاب فمضى لا يعرف سهلا ولا صعباً حتى خلق من حالة أشبه بالعدم أمة قوية تتشكل سياسة العالم الآن حسب ما تأتيه من حركات، وتضطر أعرق الأمم جاهاً وأعظمها سلطاناً أن تخفف أمامها من غلوائها، وأن تخفي سيفها وراءها وتتقدم إليها بغصن الزيتون؛ والرجل دائب العمل يأتي من ضروب النشاط والمغامرات ما يحمل حتى أكبر أعدائه على الإعجاب بمقدرته وبيقينه وبتفانيه في خدمة بلاده. . .

والفاشية نظام تردد اسمه في الشرق وأقبل على دراسته أهل السياسة وأهل الثقافة؛ وأكبر ظني أن دراسة نظام كهذا النظام لا بد أن تستند قبل كل شئ إلى دراسة حياة صاحبه، بل إن دراسة هذه الحياة أمر جوهري لمن يريد أن يعرف حقيقة هذا النظام وينفذ إلى لبه. ولئن سلمنا صاحب الدعوة قد يتعامى عامداً أو غير عامد عن بعض سوآتها، فأننا من

<<  <  ج:
ص:  >  >>