شاع الحزن في البلاد الإسلامية عندما وصل النبأ المفزع - مات خواجة كمال الدين - والحملة العنيفة المركزة التي كانت عليه في إنجلترا قد هدأت، وأخذ الناس في جميع بلاد الإسلام. ينظرون إليه نظرة الإكبار والإجلال، وكان الشعور بالحزن بالغا عليه أقصى مداه في تلك البلاد. . . فتلقت أسرته وإمامة المسجد في وكنج سيلا من الرسائل التي تفيض بالحزن العميق، وتعبر عن الخسارة الفادحة التي أصابت المسلمين
أما في لاهور، فقد احتشد جم غفير من المسلمين في قاعة الكلية الإسلامية في الثامن من كانون الثاني ١٩٣٣، ورأس ذلك الاجتماع السر شهاب الدين صاحب، رئيس الجمعية التشريعية في البنجاب. وقد أجمع الخطباء في ثنائهم على السياسة الحكيمة التي سار عليها في وكنج، وأشادوا بالأعمال التي أداها في ديار الغرب للإسلام، وأهابوا بالناس أن يثابروا على العمل العظيم الذي بدأه في بلاد الإنجليز
وفي اليوم السابع عشر من آذار ١٩٣٣ جرى احتفال رائع بافتتاح المكتبة التذكارية وقاعة المطالعة الملحقة بها، وقد أطلق عليها اسمه، وقد أقيم لهما بناء ضخم، آية في الجمال، وألحقتا بمسجد بيجام شاند بورتيرا في البنغال. وقد كانت هذه المؤسسة الأولى من نوعها في ذلك الوقت، وسن لها نظام يشابه نظام وكنج للسير بموجبه في أعمالها ومناهجها
وعقدت عشرات من الاجتماعات في البلاد الإسلامية بعد عام ١٩٣٢ للاحتفال بذكرى وفاته، ونشرت الصحف عشرات المقالات في هذه الذكرى، وقد جمع عدد كبير من هذه المقالات، ووصفت تلك الاحتفالات في عدد تذكاري من إسلامك ريفيو صدر في أبريل - أيار ١٩٣٣، ومما ورد في ذلك العدد ملخص لمقال نشرته مجلة (ليث) قالت فيه:
لقد عودنا القراء في مطلع كل سنة جديدة أن نقدم لهم رسالة ترفع أعينهم إلى النور،