فيهما عليها إلا استبدال رئيس فرد برئيس فرد. والبيانات من التاريخ على ذلك ولا سيما تاريخ الحروب، فكثيرا ما فشل جيش في مهمته بعد أن حاول النجاح فيها طويلا، فلم يكن من الحاكم إلا أن استبدل قائدا بغيره، فنجح هذا الجيش في مهمته، كأنما أمده الحاكم بالألوف من الجنود والمعدات ولم يمده بقائد فرد. إذ يبدو كل مقاتل تحت لواء القائد الممتاز وكأنه شريك قائده في امتيازه، وله منه مثل ماله. فالقائد هنا ليس رقماً جمع إلى أرقام، بل رقماً يضاعف الأرقام التي تسند به أضعافاً بمقدار امتيازه. ولا تقل البينات على ذلك في تاريخ الإدارة عنها في تاريخ الحروب
وما أشبه استعمال العبقري أصحابه على الطريقة الأولى بإحراقنا عدة أرطال من الفحم تحت قدر لإنضاج ما فيها من الطبيخ واستعمالنا المراد بكميات كبيرة في أغراض كثيرة كهذا الغرض، بينما هباءات من الفحم تفنى في إنضاج ملء مئات من القدور لو فجرت قواها تفجيراً ذريا، وكذلك لو استعملنا تفجير الذرات في نحو هذا الغرض كتسيير القطر والسفن وإدارة الآلات المختلفة لأغني عن الكميات الكبيرة التي نستعملها من المواد في هذه الأغراض، معشارها أو أقل منه، واستعمال العبقري صحابته على الطريقة الثانية يشبه استعمالا ذريا كما أشرنا هنا، فقد يفنى الممتاز وحده في موضع امتيازه ما لا تفنى أمة كاملة من غير الممتازين.