للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[فأصبحتم بنعمته إخوانا]

لأستاذ جليل

إلى حضرة الدكتور محمد حسن البرازي

الأستاذ في الجامعة السورية

يا سيدي، إن قولي: (المرء بفضله وفصله، لا بزخرفه وأصله، والأمة إنما هي بلغتها وأدبها وعقيدتها ومصلحتها) وتمثّلي بحديث الهمذاني وجميع ما رقمتُه في تلك القطعة من (الكلمة) - هو إعلان حقيقة قالوها، وليس في شاهدي من كلام (البديع) إزراء بأصلٍ ما، أو استصغار قبيل إن ظن أحد إن ذلك فيه

ولم أنعَ في (كلمتي) - كما لاح لأخي الدكتور - علي مُعْتز إلى الفرنسية نخوته حين قال: (أنا فرنسي، أنا فرنسي، أنا ابن الغول) إنّ له أنْ يقول وينتخي كما يقول الإيطالي والجرماني والبريطاني وغيرهم مزهوين. والمكتوب هناك هو شرح حال. وأرى أن أذكر في هذا المقام أن الأمة الألمانية في تلفيقها وتأليفها إنما هي مثل الفرنسيس وغيرهم من الأمم، وكان صاحب مجلة جرمانية قد اعتزم قبل (الحرب الكبرى) على أن يبحث عن عناصر الجرمان بحث العلماء المحققين فمنعته وزارة الحرب من ذلك

ألمانية نقية صافية خالصة مروَّقة مصفَّقة ما كانت ولن تكون

والسلطان صلاح الدين يوسف بن أيوب (خرَّيج الملك نور الدين محمود بن الشهيد رضي الله عنهم أجمعين) وسادتنا الأيوبيون ملوك العرب لا أعدهم - ونحن في هذا الشكل من البحث - أكراداً، بل هم عرب، بل هم أعرب من يَعْرُب ابن قحطان. وقولي في البرازيين الكرام، في بلاد الشام مثل قولي في الأيوبيين، ولا أقصد بما أقول تفضيل عربية على كردية، أو تفضيل كردية على عربية، فلست في حديثي هذا من (المفضلة).

وبعد فنحن نتلهى في غيبة السلطان الأعظم (أعني الإسلامية) بهذه المسماة (جنسية وقومية ووطنية) ومشابهما من الفتن الأوربية، فإذا جاء القرآن، إذا جاء محمد، إذا جاء الإسلام، الإسلام الصحيح خرست العربية المصرية، وخرست الأعرابية الجزَرية، وخرست الكردية، وخرست الشامية والعراقية، وخرست البربرية والمغربية والغربية، وخرست

<<  <  ج:
ص:  >  >>