يتساءل الناس في أيامنا هذه: أقضي حقا على ألمانيا نهائيا؟ ألا تعود إلى سابق قوتها وعظمتها؟ وهل نسي الألمان عن مصيرهم الأخير؟
والجواب عن هذه الأسئلة واضح كل الوضوح، فلن تستطيع أية قوة على وجه الأرض أن تمحو أمة ناهضة. صحيح قد تغلب الأمة على أمرها حينا من الزمن ولكنها لا تلبث أن تسترد نهضتها وأن تعيد مجدها وعظمتها. ولم ينس الألمان هتلر ولن ينسوه لأنه في نظرهم بطل ضحى بحياته من أجل ألمانيا ورفاهيتها
والدليل على صدق ما أقول أن إحدى الصحف نشرت أخيرا صورة رائعة لمدينة برنسويك بألمانيا وهي تستقبل الجنرال رامك قائد فرقة جنود المظلات الألمانية التي هاجمت كريت واستولت عليها إبان الحرب العالمية الأخيرة. وقد حضر هذا الاستقبال الذي أقيم لمناسبة خروج الجنرال من السجن ما يزيد على خمسة آلاف من الجنود النازيين السابقين الذين عملوا في هذه الفرقة. ومما قاله الجنرال رامك أثناء الاجتماع (انه لا يمكن الاعتماد على ألمانيا في المساهمة في الدفاع عن غرب أوربا ما لم تطلق بريطانيا وأمريكا وفرنسا سراح من سمتهم مجرمي الحرب). وقد حمل الجنود القائد على أكتافهم ووضع على حائط السرادق الشعار القديم للفرقة
وأكثر من هذا أن أعداء ألمانيا بالأمس ما عدا روسيا وفرنسا يعملون على إعادة قوتها إليها؛ لا حباً في ألمانيا وسيادتها ولكن لأنها القوة الوحيدة التي تستطيع الوقوف في وجه العدوان الروسي. أما فرنسا فإنها تعارض في عودة وحدة ألمانيا لما ذاقته على يدها من ألوان المحن والهوان
وقد زار المستر موريسون وزير خارجية بريطانيا منذ شهور ألمانيا الغربية وتحدث مع رئيس الجمهورية الألمانية الغربية عن اشتراك ألمانيا في الدفاع عن غرب أوربا، فكان رد الرئيس (إن ألمانيا لا تستطيع أن تتعاون مع محتليها، فإذا أردتم أن نتعاون فعليكم بالجلاء عن أراضينا). وتعمل بريطانيا فعلاً على إنهاء الاحتلال لغرب ألمانيا، أما روسيا فتعارض