قرأت كلمة في بريد الرسالة (١١٥) بتوقيع (حبيب زحلاوي) يتهم فيها (الشاعر الدكتور إبراهيم ناجي) بأنه سرق قصيدته (عاصفة روح) من قصيدة الشاعر الدمشقي ميشيل عفلق (؟) ونحن لم نقرأ قصيدة (عاصفة روح) ولا قصيدة (عفلق) ولا نعتد بهذا الشعر، لأنا لا نجد فيه روحاً كالتي نريد، ولا لغة كالتي نرتضي، ولكنا مع هذا نعلم أن الدكتور ناجي من نابغي الشعراء الشباب في مصر، ونعرف له أشياء بالغة في بابها حد الجودة. فأحببنا أن نطمئن الدكتور إلى أنه ليس في دمشق شاعر يسمى ميشيل عفلق ألبتة، وربما كان فيها كاتب صحف، أو ترجمان قصص، بهذا الاسم، أما شاعر فلا. . .
وقد سألنا عن القصيدتين صديقنا الشاعر أنور العطار، فأكد لنا أن قصيدة عفلق مسروقة من قصيدة لشاعر من شعراء سورية في المهجر، وأن هذا هو السر في أنه لم ينظم في حياته غيرها!
على أن هذا المذهب الأدبي الجديد لا ينكر فيما نظن السرقات الأدبية. لأنه لو أنكرها وحرمها، لسقط سقوطاً لا قيام له من بعده، لأن في كل قصيدة أو مقالة من هذا الأدب الجديد ضميراً مستتراً يعود إلى شاعر أو كاتب إنكليزي أو فرنسي. ثم إن هذا الأدب لم يكتب بلغة عربية، تضمن له البقاء، وتكفل له الخلود، وليس فيه إلا معناه؛ فإذا خسره فقد خسر كل شيء، وماذا يبقى من أدب معناه مسروق، ولغته مرذولة ساقطة؟. . .
ولعل الله يوفقنا إلى تبيان هذا في مقال آخر، نرد فيه هذه البدعة المنكرة في الأدب، بدعة أقوام سرقوا المعاني والأفكار، ثم لم يقدروا أن يصوغوها صياغة عربية فقالوا: إنه لا شأن للألفاظ، ولكن الِشأن للمعاني والأفكار
علي الطنطاوي
حول سيرة تيمورلنك
قرأت في العدد السادس عشر بعد المائة من (الرسالة) الغراء ما كتبه الأديب الباحث م. ع. ع عن مصادر ترجمة تيمورلنك وابن عربشاه، ولعل من المفيد أن أذكر بعض المراجع