للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[من الغرب]

أغاريد بليتيس

لشاعر الهوى والغزل بيير لويس

(إلى شادية الأغاني!)

بقلم الأستاذ عبد العزيز العجيزي

(بليتيس)

فتاة غيداء فاتنة، مزملَّة بالصوف، وكاعب حسناء ساحرة، مدبَّجة بالدمقس والحرير، وغادة زهراء شائقة، متشحة بالكروم والأزهار، وغانية هيفاء رائعة ملتفة بأوراق الأشجار. . . أما أنا، فسافرة المحيا، عارية الجسد، خالعة العذار، حاسرة الإزار، ممزقة الغُلف، هاتكة سادل الحجب، متجردة من الحلي والذهب، ومن نعل يقي قدمي. هاأنذا بليتيس يا حبيبي! خذني بين أحضانك، عارية بلا ثياب تستر غصني المعتدل الفارع، ولا دثار يغطي قوامي الممشوق البارع.

حبيبي إن ليل شعري ظلال حلكته، ودجى غدائري منساب حول قدي، مسترسل على جسدي كأبهى الرياش. . . وثغري الدقيق، يقطر الشهد والرحيق، من بين فصي عقيق! حبيبي؛ خذني بين ذراعيك، وضمني إليك، واهصر عطفي بساعديك، ثم انهل رحيق ورودي، واقطف جنى ثماري، وارشف خمر أزهاري. . .

هاأنذا عارية كما جاءت بي أمي في نزوة من نزوات الهوى الجامح والهيام الدافق. . . فاشد بالأغاني إذا فتنك هيف قوامي، واصدح بالأماني إذا سحرك أضحيان جمالي، وترنح بالألحان والأنغام، ترنح النشوان بالمدام!

(تسابيح الليل)

امتدت ظلال الأشجار القاتمة، وأشباحها القائمة، كما يمتد الطود الراسخ. وانتشرت الكواكب متألقة في مساري الأفلاك ومسابح الأملاك؛ ولاطف النسيم الحالم أهداب الجفون الناعسة، وداعب العبير اللافح ورود الخدود الزاهرة. . . بينما الليل ساج، يوحي الأشعار

<<  <  ج:
ص:  >  >>