قال أبو المستهل: دخلت يوماً على سلم الخاسر وإذا بين يديه قراطيس، فيها أشعار يرثي ببعضها أم جعفر وببعضها جارية غير مسماة وببعضها أقواماً لم يموتوا. وأم جعفر يومئذ باقية. فقلت له: ويحك ما هذا؟!
فقال: تحدث الحوادث فيطالبوننا بأن نقول فيها. ويستعجلوننا ولا يجمل بنا أن نقول غير الجيد. فنعد لهم هذا قبل كونه، فمتى حدث حادث أظهرنا ما قلناه فيه قديماً على أنه قيل في الوقت.
٢٩ - الأذن الشرعي والقياس اللغوي
في (طبقات) السبكي.
دخل رجل على الجبائي يوماً فقال: هل يجوز أن يسمى الله (تعالى) عاقلا؟
فقال الجبائي: لا، لأن العقل مشتق من العقال وهو المانع، والمنع في حق الله محال فامتنع الإطلاق. قال الشيخ أبو الحسن فقلت له: فعلى قياسك لا يسمى الله (سبحانه) حكيما لأن هذا الاسم مشتق من حكمة اللجام وهي الحديدة المانعة للدابة عن الخروج، ويشهد لذلك قول حسان بن ثابت
فنحكم بالقوافي من هجانا ... ونضرب حين تختلط الدماء
وقول الآخر (جرير):
أبني حنيفة. أحكموا سفهائكم ... أني أخاف عليكم أن أغضبا