للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[القصص]

صور من هوميروس

حروب طروادة

أندروماك

للأستاذ دريني خشبة

استطاع نبتيون أن يزلزل قلوب الطرواديين

وحسبه أن يفر من ميدانهم مارس الجبار، وأن يفر في أثره أتباعه إله الروع، وفينوس، أصل البلية التي حاقت باليوم، لينتقل النصر طفرة من جانبهم إلى جانب الهيلانيين.

وبرزت شمس اليوم التالي على الساحة الملطخة بآثام الإنسانية، المضرجة بأوزار الإلهة، المصطخبة بأنين الموتى. . . لتشهد من جديد صراع الضغائن وتصاوُل الأحقاد، وأخذ السخائم بعضها برقاب بعض، وهذه الكتل البشرية يفني بعضها بعضاً.

وأشتد الهيلانيون في طلب الطرواديين، وأستبسل هؤلاء، فكانت أمواج الغزاة تتكسر على صخور شجاعتهم. . . . . ولكنها لا تتلاشى.

وعظم الخطب، ومارت الأرض، وأنعقد رَهَجُ الحرب مما تثير الخيل من هَبَوات، وإشتجرت الهيجاء، حتى لكأنها قطع من الليل، وصلصلت الدروع حتى لكأنها عواء ذئاب الجن، واستشرى الشر حتى لا ترى إلا إلى منايا وآجال، في قتال ونزال. وأحسن جنود طروادة بلُغوب الوغى، وشعروا بالرجفة تأخذهم من كل جانب، وكان هكتور العظيم يخطف كالبرق بين صفوفهم يحضهم ويحرضهم؛ بيد أن الشجاعة لا تغني في موقف الموت شيئاً، فقد شرعت فيالقهم تتقهقر ببطء نحو الأسوار، حتى إذا بلغوها لبثوا ثمة يُصلون أعداءهم وابلاً من السهام، تساعدهم الرماة من فوق الأبراج. . .

لكن الهيلانيين ما تفتر لهم همة، ولا يصل إلى حماستهم كلال؛ فقد صمدوا في مواقفهم، وثبتو وصابروا، وأبدوا من ضروب البسالة واليأس ما حير ألباب أعدائهم، وجعلهم ألباً عليهم واحداً!!

وفي عنفوان المعمعة لقي هيلانوس بن بريام الملك، أخاه المغوار هكتور يقصف بين

<<  <  ج:
ص:  >  >>