للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[كتاب الإمتاع والمؤانسة]

حول نقد الأب أنستاس الكرملي

للأستاذ محمود البشبيشي

قرأت ما كتبه العلامة الأب أنستاس في (الرسالة) الغراء ناقداً طبعة كتاب الإمتاع والمؤانسة لأبي حيان التوحيدي، وقد دفعني حب الإنصاف والغيرة على الحق والرغبة في تمحيص المسائل اللغوية إلى كتابة هذه الكلمات مخالفاً فيها الأب أنستاس في بعض ما أورده من النقدات؛ ويقيني أنه لا يضيق صدراً بها، فهو من رجال البحث الذين لا يبغون من وراء بحثهم إلا الحقيقة وحدها:

١ - رسم الحروف

خطَّأ الأب أنستاس كتابة (رءوساً. يبدءوا. مشئوم) بصورتها الحاضرة، ورأى أن الصواب أن تكتب هكذا: (رؤوساً - يبدأوا - مشؤوم) والقاعدة المأثورة تنص على أن (كل همزة بعدها حرف مدّ من جنس حركتها ترسم مفردة كما في (رءوس ويبدءوا) أو على نبرة إذا لم يمكن فصل ما بعدها عما قبلها كما في (مشئوم). وهذا ثابت في كتب الإملاء (رسم الحروف)، وقد يكون فيها رأي آخر، ولكن صحة رسمها على الصورة التي خطأها أمر لا شك فيه

٢ - اللغة

خطَّأ قولهم (نعم وكرامة) ورأى أن الصواب أن يقال: (حباً وكرامة) والعبارتان صحيحتان، ولكن الجهة منفكة كما يقولون؛ فقد ورد في المحيط (افعلُ هذا وكرامةً لك)، وفي الأساس كذلك على معنى (وأكرمك إكراماً) فالكرامة هنا مصدر، وفي قولهم (حباً وكرامة) أسم ذات؛ فكل منهما في موضعه صحيحة

٣ - الصرف:

خطَّأ (المسكَن) بفتح الكاف ورأى أن الصواب الكسر مع أن القياس الفتح والمحيط والمصباح ينصان على جواز الفتح والكسر معاً. وخطَّأ ضبط الدال الأولى من (جُددٍ) جمع جديد بالفتح والقياس يساعده ولكن ورد في المصباح ص٩٥٩ الطبعة السادسة لسنة ١٩٢٥

<<  <  ج:
ص:  >  >>