بالمطبعة الأميرية بالقاهرة قوله:(بعض بني تميم يخفف الجمع في نحو سُرُر وذُلُل بفتح العين (الحرف الثاني) وَطَرَدَ بعض الأئمة ذلك في الصفات فيقال: (ثياب جُدَد). ولا أدعى أن الفتح كثير، ولكني أراه وجهاً أقره بعض الأئمة للتخفيف ونطق به من يوثق بعربيتهم فالتخطئة المطلقة هي محل الخلاف
٤ - الرواية
خطأ رواية بعض أبيات لأعشى باهلة في رثاء أخيه المنتشر فقال ما معناه: الصواب أن يقال: (أحوى نوءُها المطر) بدل (أخطأ نوءَها المطر) وأن يقال: (لا يضعف الأمر) بدل (لا يصعب الأمر. . .) ولتمام الإيضاح نورد البيتين كما أوردهما الشيخ حمزة فتح الله في المواهب الفتحية (الجزء الثاني) ونصهما:
ينعى أمراً لا تغيب الحيَّ جفنته ... إذا الكواكب أخطا نوءها المطر
لا يُصِعب الأمرَ إلا ريث يركبه ... وكل أمر سوى الفحشاء يأتمر
وظاهر من سياق الكلام أن رواية المواهب صحيحة وقد أخذ بها الناشران وإن المعنى لا غبار عليه؛ وإذا فلا معنى لهذه التخطئة
٥ - النمو
لا يزال الأب أنستاس مصمماً على وجوب جمع (أفعل وفعلاء) إذا كانا وصفين على (فُعْل) ولهذا خطأ قول الناشرين (حجارة ملساء) وأوجب أن يقال (حجارة مُلس). ولنا أن نطلب إلى حضرته نشر خلاصة رأيه الذي أوده في (مجلة المجمع العربي) ليمكن أن يبحث في روية. ونحن مع تسليمنا بأن هاتين الصيغتين لم تردا في الفصيح إلا مجموعتين على (فُعْل) نستطيع أن نحكم بجواز استعمال الوصف بهما مفرداً قياساً على قولهم: (إن الجمع بمعنى الجماعة فيجوز وصفه بالمفرد) ولذلك شواهد لا تحصى، والأصل عدم المنع إلا بنص قاطع؛ فهل عند الأب أنستاس ذلك النص؟
إني لأذكر ما دار بينه وبين الدكتور زكي مبارك حول هذا الموضوع في مجلة (أبولو) وأعلم رأي الأستاذ الجليل الشيخ عبد القادر المغربي في تخريج عبارة أبي العباس التي وردت في (الكامل) وتمسك بها الأب أنستاس، ولكني أرجو أن يزيد الرأي إيضاحاً،