للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[من كتاب البحث عن الغد]

لروم لاندو

للأستاذ علي حيدر الركابي

(أحببت أن أعقب على بحث الأستاذ العقاد بترجمة بعض

المقاطع التي تناول فيها المؤلف لبنان وسورية والعراق

وفلسطين وشرقي الأردن لما تضمنته من تحليل دقيق وآراء

صريحة ومعلومات قيمة)

١ - الجمهورية اللبنانية

لبنان

إن الصلة بين لبنان (هو قطر يسود فيه النصارى) وفرنسا قديمة ترجع إلى عهد الحروب الصليبية ولكنها ازدادت توثقاً سنة ١٨٦٠ عندما تدخلت الدول الغربية وأجبرت الحكومة العثمانية على منح لبنان شيئاً من الاستقلال المحلي. ومنذ ذلك العهد توسعت المصالح الفرنسية في البلاد وتهيأت نفسية الشعب للحكم الفرنسي بفضل المدارس الفرنسية والكلية اليسوعية في بيروت والرهبان اللبنانيين الذين تلقوا علومهم في فرنسا والكهنة اليسوعيين الفرنسيين. ومع أن دمشق هي عاصمة سوريا الحقيقية إلا أن المندوب السامي يقيم دائماً في بيروت لأن لبنان بسواحله الممتدة يهم فرنسا أكثر من سوريا ذات الحدود الواسعة التي يصعب الدفاع عنها وذات الصحراء المترامية الأطراف

ومع أن فرنسا قد خلقت في سورية عدداً من الدويلات المستقلة كاللاذقية وجبل الدروز وسنجق الاسكندرونة إلا أن سورية ولبنان هما الدولتان الرئيسيتان من الناحيتين السياسية والقومية. وأهمية هاتين الجمهوريتين أعظم بكثير من حجمهما، فمساحتهما لا تزيد على (٦٠. ٠٠٠ م. م.) وسكانهما لا يزيدون على (٣. ٥٠٠. ٠٠٠ نسمة). والفضل في هذه الأهمية عائد إلى الوضع الجغرافي والنهضة الفكرية والاتصال الدائم بالغرب. وقد اتحدت

<<  <  ج:
ص:  >  >>