للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[البريد الأدبي]

إلى الأستاذ إبراهيم عبد القادر المازني

السلام عليك ورحمة الله، وليس يعيب الرجل أن يروي خبراً عمن يظن به الثقة إذ الخبر غير صحيح؛ ولا يعيبه أن ينقد بناء على هذا الخبر ويلوم، وأن يشتد في النقد والملام؛ وليس يعيب الرجل الفاضل أن يسرع إلى بيان الحق متى عرفه، بل الذي يعيبه ويضع من قدره ألا يفعل، وهذه الخلة مع الأسف العظيم شائعة في كثير من نقدتنا، كأن يروعهم ويتعاظمهم أن يرجعوا عما مضوا فيه ولو إلى الحق الصريح

ولولا ما أعرف يا أخي من نزاهة قصدك وسعة فضلك. وتمكنك من نفسك وضنك بها على كتمان الحق، ما راجعتك في شأن ما كتبت من كتاب حضرة الدكتور أحمد عيسى بك، ولا أطلعتك على ما هو مسجل في الوثائق الرسمية

فالحمد لله الذي لم يخلف ظني ولم يخيب رجائي

وإنني أدعو الله جاهداً أن يكثر بين نقدتنا من أمثالك، ولا أقول إنني أسأل الله شططاً، وأستغفر الله، فإنني مؤمن بأن الله على كل شيء قدير

والسلام عليك والشكر أبلغ الشكر لك

عبد العزيز البشري

لكل سؤال بابتين جواب

١ - اهتم الأستاذ محمود على قراعة بشرح آراء العلماء في نعيم الجنة ولم يفته أن يحاول إقناع الأستاذين داود حمدان ومحمد علي حسنين بأن نعيم الجنة تغلب عليه النزعة الروحية

وقد كان الأستاذ قراعة في غاية من اللباقة، فقد رجع بانتظام عن رأيه الأول الذي صرح فيه بأن نعيم الجنة روحي صرف وأن ما جاء في القرآن من أوصاف النعيم المحسوس ليس إلا رموزاً وإشارات

ونحن لم ننكر أن الجنة فيها نعيم روحي بجانب النعيم الحسي، وإنما أنكرنا أن تؤول نصوص القرآن تأويلاً تنكره أصول الشرع الشريف

والآن وقد اعترف الأستاذ قراعة بأن القرآن يشهد حقاً بأن المؤمنين سيكون لهم في الجنة

<<  <  ج:
ص:  >  >>