للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

(أنهار من ماء غير آسن، وأنهار من لبن لم يتغير طعمه، وأنهار من خمر لذة للشاربين، وأنهار من عسل مصفى) الآن وقد اعترف بذلك هل يسمح له ذوقه بأن يحكم بأن الآيات التي تحدثت عن هذه الطيبات تعد من أدب المعدة الذي ينكره الأستاذ أحمد أمين؟

٢ - صال الأستاذ الغمراوي وجال في مجادلتنا بالتي هي أقبح، وشاء له أدبه أن يقول إننا غير متمكنين من علوم الدين، كأنه صار من علماء العصر والأوان! ونقول إن دعواه باطلة: فنحن بحمد الله وتوفيقه نعرف من علوم الدين أضعاف ما يعرف الذين يدعوهم الكبر الممقوت إلى مجادلتنا في شؤون الدين وهم لا يعرفون من أصوله بعض ما نعرف

٣ - قدم إلينا الأستاذ علي الطنطاوي أربعة أسئلة وهو ينتظر الأجوبة

وكنت أحب أن أسارع إلى إجابته، ولكني رأيت أن الأسئلة التي ساقها قد تعرض القراء لفتنة شديدة إن استبحنا الإجابة بلا ترفق وبلا رعاية للمأثور من الأفكار الدينية

وهو نفسه قال (إن مسألة اليوم هينة لا تمس جوهر الدين) فليترك هذه القضية إلى اليوم الذي نتعرض فيه لشؤون تمس جوهر الدين

وأنا لا أبالي أين يقع قلمي، ولكن لا بأس من التأسي بالحكمة التي تقول: أترك الشر ما تركك

وهل قلّت اعتراضات رجال الدين حتى تتطوع لتحريكهم يا سيد طنطاوي؟

على أنني أقول بصراحة إنني أضع كل شيء في الميزان مهما تقادم العهد عليه. ومن حقي شرعاً أن أنظر في القرآن نفسه بدون اعتماد على أقوال المفسرين، لأني مسئول رأساً أمام الله لا أمام الناس. وليس لأحد أن يطالبني بان أومن كما آمن. وهل منحنا الله العقل إلا لنواجه العقائد عن بصيرة ويقين؟ إنني راض عن طريقتي في درس الشؤون الدينية، والاحتكام في فهم الكتاب والسنة إلى المنطق والعقل، فليقل من شاء ما شاء، وبالله أعتصم من كيد الخائنين.

زكي مبارك

عود إلى اقتباس الكتاب

يذكر القارئ هذا الباب من الرسالة أني أخذت على الأستاذ إسماعيل أحمد أدهم اقتباسه

<<  <  ج:
ص:  >  >>