هذه رسالة بعث بها (ألدون فرنسيسكو دي كفيدو) في سنة
١٦٣٣ إلى (ألدونا اينا دي فونسيسكا) وصيفة ملكة أسبانيا،
ضمنها الصفات التي يود أن تكون عليها زوجته، إذا ما قدر
أن تكون له زوجة. والرسالة مكتوبة بأسلوب ممتع، فيها شيء
كثير من الفكاهة، ويغلب عليها تلك الروح الشرقية التي قد
تكون من بقايا ما خلفه العرب في الأندلس من الأخلاق
والعادات، بعد أن دالت دولتهم
كل الذي أنشده في الزوجة - لشرفي وراحة ضميري - أن تكون قد تثقفت في رعاية مولاتي، ونشأت وترعرعت في خدمتها، واعتادت طاعتها لتحظى برضاي. أما إذا رأت مولاتي وأصرت على أني جدير بزوجة أرقى من هذه، فنزولاً على رغبتها وتلبية لطلبها سأحاول في هذه الرسالة تبيان الصفات التي يجب أن تتحلى بها تلك الزوجة التي قد ينعم الله بها عليّ، وذلك بواسطة مولاتي ومولاي الأمير. على أني لا أبغي - علم الله - من وراء ذلك تنوير مولاتي، بل تسليتها.
أما أنا، فعديم الأهمية، لولا مولاي الأمير الذي هذبني وقومني ونشلني من الهوة السحيقة التي ترديت فيها. وإذا كنت أتمتع الآن بشيء من الحظوة وسعة العيش، فذلك لأني عزفت، والحمد لله ولمولاي الأمير، عما كنت عليه سابقاً من الموبقات
لقد كنت شريراً ماكراً، وبالرغم من أني قد تركت تلك الصفات الآن، فإنني لم أصلح كل