في (طبقات الشافعية الكبرى) للسبكي: عجيبة هي مغنية كانت بمصر على السلطان الملك الكامل بن أيوب، ويذكر أن الكامل كان مع تصميمه بالنسبة إلى أبناء جنسه تحضر إليه ليلاً، وتغنيه بالجنك على الدف في مجلس بحضرة ابن شيخ الشيوخ وغيره، وأولع الكامل بها جداً، ثم اتفقت قضية شهد فيها الكامل عند عين الدولة، وهو في دست مملكته. فقال ابن عين الدولة: السلطان يأمر ولا يشهد. فأعاد عليه السلطان الشهادة، فأعاد القاضي القول. فلما زاد الأمر وفهم السلطان انه لا يقبل شهادته، قال: أنا أشهد، تقبلني أم لا؟
فقال القاضي: لا، ما أقبلك. وكيف أقبلك وعجيبة تطلع إليك بجنكها كل ليلة، وتنزل ثاني يوم بكرة، وهي تتمايل سكراً على أيدي الجواري، وينزل ابن الشيخ من عندك أبخس مما نزلت!
فقال له السلطان: يا كنواخ! (وهي كلمة شتم بالفارسية)
فقال القاضي: ما في الشرع يا كنواخ. أشهدوا على أني قد عزلت نفسي ونهض.
فجاء ابن الشيخ وقال: المصلحة للملك إعادته لئلا يقال لأي شيء عزل القاضي نفسه؟ وتطير الأخبار إلى بغداد، ويشيع أمر عجيبة. فقال له قم إليه، فنهض إلى القاضي وترضاه، وعاد إلى القضاء.
٦٢ - السكير، النفط
كتب عبد الصمد بن المعذل إلى صديق له ولي النفاطات فأظهر تيهاً:
لعمري لقد أظهرت تيهاً كأنما ... توليت للفضل بن مروان عكبرا
دع الكبر واستبق التواضع إنه ... قبيح بوالي النفط أن يتغيرا
من أجل عيون النفط أحدثت نخوة ... فكيف به لو كان مسكاً وعنبرا