إن الحياة تتجه إلى الارتقاء بدعائمها ودرجاتها، فهي تتطلع إلى الآفاق البعيدة ما وراء الجمال المقتعد عرش غبطته، لتبلغ مستقرها في أعالي الذرى
وبما أن الحياة بحاجة إلى ارتقاء المرتفعات، فهي لا غنى لها عن الدرجات والدركات ليعارض المنخفضون المرتفعون، إنها لفي حاجة إلى التفوق على ذاتها وهي متجهة إلى الارتقاء
انظروا، أيها الصحاب، هاهي مغارة العناكب وقد لاحت فيها خرائب هيكل قديم فأرسلوا عليه نظرات المستلهمين.
والحق أن من جميع أفكاره قديماً ليرفعها صرحاً من الصخر ينطح السحاب كان كأحكم الحكماء عارفا بأسرار الحياة
إن الجمال نفسه ليقوم على التفاوت والمجالدة في القوة والتفوق، وهذا ما يعلمنا إياه هذا الحكيم بأشد الرموز إشرافاً
هنا تتدافع القباب والنوافذ في عراك جلل فتهاجم الظلمة النور ويهاجم النور الظلمة كأنهما إلهان ينازل أحدهما الآخر اقتدوا بهذا الرمز، أنتم أيضا في مجال الجمال والثقة بالنفس. لنكن نحن أيضاً أعداء فيما بيننا أيها الصحاب
وليحشد كل منا قواه ليحارب الآخرين
ويلاه، لقد أصبت أنا أيضاً بلسعة العنكبة عدوتي القديمة فقد توصلت بثقتها بنفسها وبجمالها الإلهي إلى نوال بناني بلسعتها، وهاهي تقول الآن: لا بد من إنزال العقاب، لا بد من أن يأخذ العدل مجراه، فأنك تعنيت بعظمة السرائر، فلن يذهب إنشادك جزافاً.
أجل لقد انتفعت، ويلاه إنها ستوجه نفسي إلى عاطفة الانتقام.
تقدموا أيها الصحاب وقيدوني بهذا العمود كيلا أتحول عن مبدئي، فخير لي أن أصبح تمثالاً جامداً من أن أهب كعاصفة منتقمة.
لن يكون زارا عاصفة وإعصاراً، فما هو إلا رقاص ولكنه ليس رقاص عناكب. . .