للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[فرقة التمثيل]

للأستاذ زكي طليمات

المدير الفني للفرقة المصرية سابقاً

يسرن أن يتجه الجدل بيني وبين الأستاذ حبيب الزحلاوي إلى ما يفيد منه القارئ ويعلي جانب الحق.

في مقاله الأخير، تحت هذا العنوان، يزعم السيد الزحلاوي أنه مثالي في نظرته إلى أعمال الفرقة المصرية، ولهذا كتب ما سبق أن كتب. وهذا الزعم إنما هو بادرة شعورية من جانبه لخلجة لا شعورية في خبيئته الباطنة، أقامها عقله الواعي تبريرا لما حاوله من تجريح أراده بي فلم يفلح.

بيد أن المثالية الحقة العادلة في مهمة فرقة للتمثيل إنما تستمد عناصرها مما هو عليه المزاج السائد والمستوى الثقافي العام في البلد الذي تعمل فيه هذه الفرقة. فما هو مثالي في مهمة فرقة تعمل في لندن وباريس لا يمكن أن يكون كذلك من جانب فرقة تعمل بين القاهرة وجرجا وكفر الشيخ. اقرر هذا باعتبار أن دور التمثيل للجمهور أولاً وأخيراً. فإن لم يقبل عليها فلا فائدة من قيامها، وأن فن التمثيل ثقافة اختيارية لا إجبارية، وأن السواد الأكبر من المسرحيات التي تقدم يجب أن تكون في متناول فهم واستساغة السواد الأعظم من الجمهور.

ولا أتدخل في هذا الصدد في (المثالية المطلقة) لأن تحقيقها فيما نحن فيه يقف جامدا عند حد القولة الفرنسية ? ومفادها شتان ما الإزماع والإنجاز!!

فمثالية المسرح المصري في الوقت الحاضر - والأسف لا يحسه سواي - لا يمكن أن يكون اكثر من الأخذ بالتوسط والاعتدال بين ما يجب أن يقدم وما يمكن أن يقدم وما يمكن أن يقدم من المسرحيات بحيث يكفل ما يقدم في مجموعة إقبال الجمهور على دور التمثيل، هذا الإقبال الذي يبرر وحده قيام هذه الدور وفتح أبوابها.

عرفنا هذه المثالية على ضوء التجارب، وليس على هدى النظر، وأخذنا بها على احسن وجه، وأشرنا إليها في البيان الذي تصدرت به برامج مسرحيات الفرقة في كل عام، فقد جاء فيها بالحرف الواحد (ورسالة الفرقة وهي أدبية وفنية تهدف إلى المستوى الرفيع في

<<  <  ج:
ص:  >  >>