للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[رسالة الفن]

الفن الأمريكي

النحت والتصوير

للدكتور أحمد موسى

أما النحت فلا يرجع لأكثر من القرن الثامن عشر. على أن ما هو جديد بالفحص والدرس منه لا يعود إلا إلى منتصف القرن التاسع عشر؛ لأن ما تم عمله منذ تلك الفترة يمكن اعتباره مقياساً صادقاً لمدى ما وصل إليه النحت الأمريكي

وأول من يمكن ذكره من رجال الفن في (الدنيا الجديدة) رجلان هما باورز نالا في بلدهما درجة من التقدير. وقد سافرا مبكرين إلى روما للمشاهدة والمعرفة، والتقيا هناك بكل من كانوفا وثوروالدسين المعاصرين لهما واللذين كانا من رجال النحت المعروفين. فشاهدا في روما واقتبسا الكثير مما فيها ومن رجال الفن الذين لم يتلقوا على مدرس أو أستاذ مع هذا أنتجوا إنتاجاً يستحق الاعتبار كرافورد وأراسموس يالمر

وكان المسلك الذي سار عليه باورز متأثراً بفن (عصر النهضة) الإيطالي والفرنسي، ولكنه مع هذا انتمى إلى مذهب الفن الواقعي الذي تجلى في منحوتاته للأشخاص بطريقة قوية دلت على المقدرة والثقة بالنفس، فجمع بين الأناقة في الإخراج، وبين القوة التي تمكن بها من إبراز الشخصية

وبالرغم من أن الاتجاه السياسي في أمريكا كان أميل إلى إظهار الروح الوطنية عند بعض الأفراد؛ فإن فن النحت كإنتاج عالم لم يخف أثر الاقتباس الأوربي الذي إليه يرجع الأصل في خلقه

ولا يمكن أن نسجل هنا مع الإعجاب خلقاً فنياً في مجال النحت إلا لمثّالين محدثين نسبياً إلى من ذكرناهم. وأول هؤلاء الذي نأتي له هنا بصورة من إحدى تماثيله الرائعة (ش. ١). ألا وهو التمثال البرونزي لتسجيل شخصية لينكولن، فترى الرجولة والقوة والاحترام متمثلة كلها في التمثال أنظر إليه وتأمل الكيفية التي وقف بها لينكولن، وبساطة المظهر الذي ارتسم على ملابسه، ثم شاهد الموضع الأنيق للذراع اليسرى والكيفية التي بها أمسكت

<<  <  ج:
ص:  >  >>