للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

اليد المعطف. هذا إلى الجانب التكوين للرأس والنظرة الثاقبة التي تجلت على العينين. ولا أبدع من تلك الوقفة حيث ترى القدم اليسرى تخطو إلى الأمام؛ أما المقعد خلف التمثال فهذا وإن خرج عما نألفه الآن، إلا أنه طابع مميز ومسجل للاقتباس كما ذكرنا وثاني نحات جدير بالذكر هو وثالثهم ماكنايل. الذي نحت ما يعبر به عن عادات الهنود الحمر من (رقص الأفاعي) و (تمجيد الشمس)

وغير هؤلاء هربت أدمز الذي وضع تصميم البناء التذكاري في أوبرن، ودانيل شيستر فرنش صاحب تمثال ميلمور وتمثال المهندس المعماري هنت في نيويورك، وله أساليب خلابة في الكيفية التي أخرج بها منحوتاته التي نذكر منها تماثيل واردوبارتردج والجنرال جرانت في بروكلين

ولابد من أن نذكر على الخصوص النحات بويل ودونج الذي يعطينا التمثال (ش - ٢) فكرة عنه. أنظر إلى سفوكليس، وقد بدا نحيلاً كما ينبغي لمن وصف نفسه بالجمال والشباب، وتأمل امتداد الذراعين وجمال حركة اليدين إلى جانب الرأس

ومن بين النحاتين الأمريكيين من أظهر في صدق وقوة مقدار تأثره بفن أجنبي. وخير مثل لذلك الفنان ستوري الذي عمل تمثال (أورشليم الحزينة)، وإذا نظرت إليه (ش - ٣) رأيت أن التكوين الكلي للجسم والطريقة التي جلست بها (أورشليم) والتفاصيل التي تبين ثنايا الملبس كلها إيطالية.

أما الوجه وما أرتسم عليه من كآبة فقد عبّر خير تعبير عن الحزن واليأس والاستسلام وهو ما يتمشى مع المقصود من وضع التمثال. وكان كل من روجز في نفس الاتجاه متأثراً بالفن الإيطالي

أما من تأثر بالفن الألماني فكان كل من راينهارات وإيزيكيل وكايزر، هذا عدا الفنانين الألمانيين أصلاً والذين اتخذوا أمريكا وطناً ثانياً لهم، أمثال كارل بيتر وإيزيدور كونتي ويوهان جيلبرت

سار كل هؤلاء في طريقهم تحت لواء الفن الواقعي المنتمي قليلاً حيناً وكثيراً حيناً آخر إلى فن (عصر النهضة) الإيطالية والفرنسية وقد ظهر بعدئذ فن جديد في الأفق الأمريكي لا يخالف في مظهره العالم (الفن الحديث) من حيث الرغبة في التبسيط والابتعاد تدريجياً عن

<<  <  ج:
ص:  >  >>