[شهيد ميسلون]
للأستاذ علي محمود طه
(في فجر يوم السبت ٢٤ يوليو من عام ١٩٢٠ سار إلى ساحة ميسلون القائد السوري العظيم (يوسف العظمة بك) مدافعاً عن دمشق بما أمكن حشده من جنود سورية البواسل مواجهاً هجوماً مفاجئاً لجيش فرنسي يفوقه أضعافاً في العدد والعتاد فكان ذلك البطل الصنديد أول مستشهد في المعركة، وكان استشهاده رمز الوفاء ومثل الفداء، وأول جذوة نفحت نارها في الثورة الوطنية السورية التي انتهت أخيراً بتحرير الوطن من ربقة الاستعباد. إن ذكرى شهيد ميسلون أجمل تحية يقدمها الشعر لدمشق المحررة المستقلة)
هب الكمِيُّ على النفير الصادح ... مهلاً فديتك ما الصباح بواضح
أي الملاحم بين أبطال الوغى ... فَجِئتك بالشوق الملح البارح
فقضيت ليلك لا هدوء ولا كرى ... ووثبت في غسق الظلام الجانح
والشوق من خلف الجبال غمامة ... حمراء ترعش في وميض لامح
سلت حراب البرق فوق سمائه ... هوجاء تنذر بالقضاء الجائح
هي صيحة الوطن الجريح وأمة ... هانت على سيف المغير الطامح
قرنت بحظك حظها فتماسكت ... ترعى خطاك على رُبى وأباطح
في موكب الغادين مجد (أمية) ... بجوانح مشبوبة وجوارح
لو قستهم بعدوهم وسلاحه ... أيقنت أنهمو فريسة جارح
الخائضين الفجر بحر مصارع ... السابحين على السعير اللافح
الناهضين على السيوف وتحتها ... شتى جماجم في التراب طرائح
الرابضين على الحصون خرائباً ... مهجاً تضرم في حطام صفائح
صرعى ولو فتشت عن أجسادهم ... ألفيت، ما ألفيت غير جرائح
يا (ميسلون) شهدت أي رواية ... دموية، ورأيت أي مذابح
ووقفت مثخنة الجراح بحومة ... ماجت بباغ في دمائك سابح
تتأملين (دمشق) يا لهوانها ... ذات الجلالة تحت سيف الفاتح
جرَّت حديد قيودها وتقدمت ... شماء من جلاَّدها المتصايح