للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[في إرشاد الأريب إلى معرفة الأديب]

للأستاذ محمد إسعاف النشاشيبي.

- ٦ -

* ج ١٣ ص٤٧:

ولما نشرتُ أفاويقَها ... طوى الناس ديباجة البحتريِّ

وجاء في الحاشية:

لعل الأفاويق جمع فواق، من فاق بنفسه فواقاً: إذا كانت على الخروج أو مات وهذا يناسبها نشرت، وكنت على وشك أن أجعلها أقاويلها جمع أقوال وتكون نشرت بمعنى أبرزت غير أني أبقيتها ونبهت على ما كنت أريده ليكون للقارئ الخيار.

قلت: أفاويفها. . . في المخصص: الفَوف الثوب الرقيق، وفي اللسان والتاج: الأفواف ضَرْب من عَصْب البرود، وفي الأساس: شعر كأنه أفواف. وحلة أفواف وبرد مفوّف، أصله من الفوف وهو نقط بياض في أظفار. الأحداث الواحدة فوفة. وقال أبو القاسم في مقدمة مقاماته: ولم يأتل فيما يعود على مقتبسيها بجليل النفع وعظيم الجدوى في بابي العلم والتقوى من انتقاء ألفاظها وإحكام أسجاعها وتفويف نسجها وإبداع نظمها. وقال صاحبها الزمخشري في الشرح: التفويف التوشيه وبرد مفوف فيه خطوط بيض، قال ابن دريد: المفوف الموشى فيه رقة، ويقال للوشى أفوف قال:

قد كذبتم ما لباسكم ... جيد الأفواف والحبره

بل لباس القين بزكم ... ولباس القين مشهره

وروى يا قوت في كتابة لأبي حيان من (مثالب الوزيرين): ثم ما ذنبي إذا قال لي (يعني الصاحب (: من أين لك هذا الكلام المفوف المشوف الذي تكتب به إلىَّ في الوقت بعد الوقت؟ فقلت: وكيف لا يكون كما وصف مولانا وأنا أقطف ثمار رسائله. . . وارد ساحل بحره. . . فيقول: كذبت وفجرت لا أم لك! ومن أين في كلامي الكدية. . . والتضرع والاسترحام؟ كلامي في السماء. . .

ولأبي هلال العسكري في مقطوعة:

وعلى الربا حلل وشاهن الحيا ... فمسهم ومزخرف ومفوف

<<  <  ج:
ص:  >  >>