(إذا أراد العالم أن يكون مؤرخاً، فعليه أن يكون رجل
اجتماع. . .)
للأستاذ فؤاد عوض واصف
(بقية ما نشر في العدد الماضي)
وقد ظهر تأثر التاريخ بهذه النظرية في عدة كتب لمشاهير المؤرخين، فعند كوجنوزوفسكي الروسي ارتفاع درجة الكثافة في سكان أمة ما يرجع إلى نشاط الغريزة الجنسية والعكس بالعكس. وهكذا ترد العلية في الأحداث التاريخية إلى هذه الغرائز والدوافع. وفي حين ترد نظرية التقليد الأحداث التاريخية إلى النفس الواعية تردها نظرية الدوافع إلى النفس غير الواعية
غير أن نظرية الدوافع هذه لا تلقى كبير تأييد من الأوساط. فقد انتهى علماء الأحياء وعلماء النفس إلى نظرية علمية جديدة تعارض نظرية الدوافع كل المعارضة ونعني بها (نظرية مرونة الإنسان - وتبعاً لهذه النظرية الجديدة، الحياة الروحية والعقلية هي المسيطرة على الغرائز والميول والنزعات وهي الموجهة لها. وقديما قال ابن باجة في رسالته (تدبير المتوحد) أن الإنسان يمتاز عن سائر الكائنات بقوة فكرية من شانها أن تخضع النفس البهيمية لأوامرها فلا تعاندها (والواقع أن اتجاه العلم الحديث في أيامنا يرفض كل الرفض نظريات من شانها أن تجعل الإنسان عبدا لعامل فسيولوجي أو عامل طبيعي
٤ - النظرية الفسيولوجية: تزعم هذه النظرية وجود اختلافات وراثية بين الأجناس المختلفة؛ فكل جنس يولد مزودا بصفات وراثية خاصة به تتحدد الأحداث التاريخية تبعا لها. واهم من قال من بهذه النظرية سنيوبوس من جامعة السوربون وجوستاف لوبون. سنيوبوس يقسم الأجناس البشرية إلى ثلاثة أقسام الأبيض والأسود والأصفر ويقول أن الجنس الأسود لم ينتج أي حضارة في حين أن الجنس الأبيض أبو الحضارة.