عنوان يلخص موضوعات الكتاب، ويلخص الكاتب في الوقت ذاته - وهي مصادفة فذة! - فالكتاب بين اتجاهين في كل موضوعاته: إما فلسفة الأدب، وإما أدب الفلسفة. والكاتب كذلك في هذا الكتاب وفي سواه من كتبه وبحوثه يتجه إلى هذين الاتجاهين؛ فهما قطبا تفكيره وإحساسه بالحياة. سواء كتب في الأدب أو الفلسفة أو التاريخ وهي موضوعاته المختارة
أخرج قبل هذا الكتاب: محاورات رينان (مترجمة)، وصقر قريش، والمنصور بن أبي عامر، والخطايا السبع (مترجمة). والمذاهب السياسية المعاصرة. ونظرات في الحياة والمجتمع. كما نشر عشرات الفصول في شتى المجلات في مثل هذه الموضوعات.
وحيثما نظرت في عمل من أعماله لاحظت أنه ينظر للأدب بعين الفيلسوف، ويتذوق الفلسفة بحس الأديب، ويتناول الشخصيات والحوادث بشعور مزيج من الفلسفة والأدب على السواء
والأستاذ أدهم هنا في كتابه الجديد يجول في ميدانه الأصيل، ويستخدم أفضل ملكاته، فينتج أفضل نتاجه. فالكتاب مجموعة فصول متفرقة يلخصها العنوان المتقدم، وتحتوي على الموضوعات التالية بعد المقدمة:(ملتقى الشعر والفلسفة، موازنة بين أبي العلاء وشوبنهاور، أبو العلاء وفلسفة التاريخ، تولستوي وفلسفة التاريخ، شوبنهاور وفلسفة التاريخ، فكرة التقدم، فلسفة تاريخ الفلسفة، البطل والإنسان الأعلى. السياسة والأخلاق، التمرد على العقل، التاريخ والأبطال)
فهي من حيث الموضوع تلخص اتجاهاته جميعاً على حسب ما أسلفنا. وهي من حيث الشكل فصول مستقلة. وفي هذا النحو من الكتابة يتفوق الأستاذ على أدهم. وهو هنا خير منه في أي كتاب ذي موضوع واحد وفصول مترابطة داخل هذا الموضوع