اشتركنا معكم طول القرون الماضية، ولنؤكد لكم مرة أخرى أن مصيرنا مرتبط بمصيركم وأن حياتنا لا قيمة لها بدونكم.
وأقول أننا نعيش أياماً مملوءة بالآلام والأحزان، ولكن المستقبل لله وحده، وهو الذي ذكرنا في محكم آياته، وأنزل سكينته على قلوبنا وخط في سجل القدر أن هذه الأرض لنا، وأن الأيام التي وعدنا بها مرة بعد مرة، آتية لا ريب فيها.
إن كل الدلائل لتقنعني أن الأمم ومعها مصر ستبعث بعثاً جديداً). . .
كانت عيونهم تفيض بالإيمان ودموع الغبطة، وكانت مودة وصداقة وأخوة، وبدأت حياة جديدة ودخلت دنيا يعمرها الإيمان والعمل في سبيل الله، وكان التوفيق وحقت كلمته تعالى فكانت هي العليا.
حصل ذلك في صباح يوم السبت ١٤ ديسمبر ١٩٣٥ وكانت أول زيارة رسمية لي بالقدس وأول عمل أبدأه.