إذا غضب الإنسان التمس لغضبه هدفاً وإن ارتد إلى نفسه وأحب الناس إليه، لأن الغضب حركة ولا بد للحركه من اتجاه
وهكذا صنع صديقنا الزيات وهو غاضب على الحرب وأدواتها الجهنمية في عصرنا الحديث. فنظر إلى أقرب ما يرميه فإذا هو العلم المسكين: العلم الذي علم الناس أن يصنعوا البركان والإعصار، وأن يسلموا زمامهما للقاذف والطيار!
غضب الأستاذ غضبته تلك فتمنى لو أن للعالم (كرة إلى عصر الجمل والحصان، وحرب السيف والسنان، ومدنية القلب واللسان، لينجو من هذا العلم الذي يدمر ما يعمر، ويخلص من هذه الحضارة التي تأكل ما تلد)
ولو كر العالم إلى عصر الجمل والحصان وحرب السيف والسنان لما رضى صديقنا الأستاذ، لأن هولاكو وتيمور قد صنعا بالحصان والسنان ما لم يصنع قواد هذا الزمان بالإعصار والبركان، وزادا على ذلك بلاء الطواعين يضيفانها إلى بلاء الطعان، فأين يذهب العلم المسكين مع هذا الإنسان!
كلما أنبت الزمان قناة ركب المرء في القناة سنانا
بل ركب سناناً فوق السنان، وأتى معه إلى الميدان بالحيوان. . . وبالجان!
ولو تمثل العلم شخصاً يتكلم لاستغاث من هذا المخلوق الذي شوه جمال كل جميل حتى المعرفة والنور
وهل المعرفة إلا نور؟
وهل يأبى النور أن ينير إذا (اهتدى) به اللص في طريق الشرور؟
وهل يرتفع العلم بالإنسان إلى مكان أرفع وأطيب من فراديس الجنان؟
فماذا صنع في فراديس الجنان؟
سمع وحي الثعبان ولم يستمع إلى وحي الرحمن فويل لهذا الإنسان!
لقد ظهر الاختراع مع العلم فماذا صنع الإنسان قبل أن يخترع في العصر الحديث اختراع العلماء؟