التلمود الذي فسر فيه اليهود التوراة على هواهم خدع اليهود لأنه زرع في عقولهم أن ألههم الذي سموه (يهوه رب الجنود) هو أقوى من سائر الآلهة وانه اختصهم دون سائر الأمم وأقنعهم بأنهم شعبة الخاص، وما لبث أن أفهمهم أن يهوه هو الله رب السماوات والأرض. ولكن الله تعالى لا يقيم وزنا لهذه الوظيفة التي وظفه اليهود فيها. بل هو جل جلاله يعتبر جميع بني آدم على الإطلاق عباده ويرعاهم يعين عنايته على السواء. ولكن ماذا تفعل بعقلية هؤلاء اليهود الذين يريدون أن يحتكروا الله - استغفر الله - كما يحتكرون كثيرا من خيرات الأرض ونتاج الأمم!
وكان في قديم الزمان لعهد موسى عليه السلام آلهة أخرى للأمم الأخرى التي كانت أمة إسرائيل الهاربة من مصر تغزوها وتغتصب أملاكها وبيوتها ومواشيها وسائر أشيائها.
وكان عندهم أن يهوه أقوى من جميع الإلهات التي يعبدها الكنعانيون والحثيون والجرزيون والفلسطينيون والصيدونيون إلى غير هذه القبائل التي كانت تقطن البلاد المسماة حديثا فلسطين معتمدين على قوة يهوه رب الجنود كما كانوا يلقبونه باعتبار انهم شعبة الخاص. فمنذ جاء الإسرائيليون إلى أرض كنعان كانت عقيدتهم أن جميع الأمم الأخرى ليست من عباد الله بل هي والسوائم سواء. ولهذا كان يهوه يتيح لهم أن يغزو تلك الأمم ويسلبوها أشياءها.
ولذلك كانوا طوال وجودهم في ارض كنعان التي كانوا يسمونها ارض الميعاد بدعوى أن الله وعدهم بها كانوا في حروب متوالية مع الأمم إلى أن غزاهم بختنصر ثلاث مرات وفي الثالثة سباهم إلى بابل مملكته. وبعد سبي سبعين سنة أطلق سراحهم كورش ملك فارس الذب فتح بابل، فعادوا إلى بلادهم. وما مكثوا طويلا حتى جعلت تنازعهم دول الشرق والغرب والشمال والجنوب. فما مكثوا في بعض البقعة المسماة الآن فلسطين اكثر من ٣٢٠ سنة. ومع ذلك بقوا من ذلك العهد إلى اليوم يعتقدون انهم شعب الله الخاص وان ألههم يهوه احل لهم سلب الأمم الأخرى بأية وسائل حتى بالحرب من غير مبرر، وانه ينصره على أعدائهم. ولكن التاريخ اثبت لهم أن يهوههم لم يكن قويا كما كانوا يدعون انه ينصرهم