لأنهم كانوا دائما يغلبون على أمرهم؛ وأخيرا تشتتوا في بلاد الله.
ولكنهم لا يزالون يتمسكون بعقيدة انهم شعب الله الخاص وانه احل لهم (معاذ الله) أن يسلبوا أموال الأمم بأية الوسائل الشريفة وغير الشريفة؛ حتى أن لم يستطيعوا أن يبتزوها بحرب ابتزوها بالحيل والأحابيل الاقتصادية والأحقية. وعلى هذه العقيدة بنوا دستورهم الاجتماعي وعلى حسب هذه العقيدة سلكوا.
واستفحلت العقيدة في قلوبهم حتى قام شيوخ مهم ووضعوا لهم دستورا غريبا عجيبا يسمى بروتوكولا وهو يتيح لهم أن يبذلوا كل جهد في إفساد الأمم الأخرى وقتل الفضيلة فيها تمهيدا لاستغلالها، وعليهم أن يبذلوا حتى الشرف لهذه الغاية. وحصل القول أن عليهم أن يبذلوا كل عزيز وغال من أخلاقهم في سبيل جمع المال، وان يتوسلوا بأية الوسائل للقبض على زمام السلطة تذرعا إلى الكال. والمال هو قوتهم الوحيدة. وفيما سواه هم نساج.
فإذا اقتضت الوسيلة أن يكون الواحد منهم مسلما فليكن إلى حين، كما فعل بعضهم في سلانيك. وإذا اقتضى الواحد منهم أن يكون اشتراكيا فليكن. مع أن الاشتراكية تناقض مبادئهم لأنهم رأسماليون. وإذا اقتضى الأمر أن يكون شيوعيا فلا باس أن يكون. كل الدواب تؤدي هيكل المال.
فكانت النتيجة هذا السلوك أمرين خطيرين:
أولا أنهم امتلكوا القسم العظيم من ثروات العالم لا بالطرق القانونية الشريفة، وإنما بالاحتيال على النظام والقانون واختراع وسائل الابتزاز المختلفة كالنصيب وتقسيط أثمان السندات ذات النصيب والمقامرة والمراهنة والتامين إلى غير ذلك من اختراعاتهم التي يحسبها لهم بعض المغفلين ذكاء.
وعلى الرغم من تكلفهم السلوك المستقيم في المعاملات التجارية وغيرها تنفضح فيهم روح الجشع والطمع والقسوة في المعاملات إلى أن صارت هذه الروح غريزة فيهم ولم يعودوا يشعرون في أنفسهم أن أخلاقهم غير إنسانية بل يستغربون أن ينسب إليهم فقد الإنسانية، وهم يظنون في أنفسهم انهم إنسانيون كسائر الناس، ولسوء حظهم لا يراهم الناس هكذا.
هذه التربية التي صبغهم بها التلمود والبرتوكول أفضت إلى الخطر الثاني، وهو أن حقد عليهم الناس من كل قبيلة وطائفة وجنسية. وهم يستغربون هذا الحقد من الناس أينما كانوا